مرض الصلع هو من الأمراض الشائعة خاصة بين الذكور كما يمكن أن يصيب الإناث، وإما أن يكون تساقط الشعر في الذكور موضعياً كما هو الحال في "مرض الثعلبة"، أو شاملاً لفروة الرأس وشعر الجسم معاً، وقد أشارت الدراسات إلى أن 4 من كل 10 رجال يعانون من الصلع عند بلوغهم 35 سنة، مع تفاوت نسبه تبعاً للعرق والنمط الغذائي والظروف المناخية، وباختلاف الجينات. وتكمن أسباب الصلع بشكل رئيسي في زيادة حساسية البصيلات الشعرية في المنطقة المصابة للهرمونات الذكرية بدون حدوث أية زيادة لهذه الهرمونات عند الرجال، ويبقى الحزام الخلفي من الشعر لأن البصيلات في هذه المنطقة غير حساسة لتلك الهرمونات، ومن هنا تكونت فكرة زراعة الشعر، حيث إنه إذا أخذت هذه البصيلات من الخلف وزرعت في المقدمة فإنها تحتفظ بعدم حساسيتها للهرمونات ولا تسقط مستقبلاً، وتحدث المشكلة بشكل أقل عند السيدات لوجود بعض الإنزيمات التي تحول هذه الهرمونات موضعياً إلى هرمونات أنثوية تحمي الشعر من التساقط. وتشير الإحصائيات إلى أن 25% من الذكور يعانون من حالة من حالات الصلع بحلول سن الخامسة والعشرين. كما أن 50% يعانون من ذلك بعد سن الخمسين. ونسبة 60% من الذكور يعانون من مراحل متقدمة من الصلع بعد سن الخمسين، ويظهر هذا الصلع بشكل أكبر عند الأوروبيين عن غيرهم من الأجناس، ويلاحظ المريض في سن العشرينات وما فوق تراجع شعر الرأس إلى الخلف في المراحل الأولى ثم يبدأ ظهور فراغات في هامة الرأس مع خفة في كثافة الشعر في المقدمة حتى تتلاقى المنطقتان، ثم تستمر الخفة في كثافة الشعر مع تقدم الزمن تاركة حزاماً من الشعر يغطي الصدغين وخلف الرأس، وغالباً لا توجد شكوى عند المريض غير ملاحظة خفة كثافة الشعر وأحياناً يحس المريض بتساقط الشعر. وبالنسبة للنساء فتحدث المشكلة بنسبة أقل بكثير حيث يحدث بشكل ملحوظ عند ما يقارب 25٪ عند سن الخمسين، ويلاحظ أن خط الشعر الأمامي لا ينسحب للخلف كما يحدث للرجال بل يبقى محفوظاً وثابتاً مما يفرقه عن فرط إفراز الهرمونات الذكرية والذي يؤدي إلى نمط مشابه للصلع عن الرجال وأحياناً تشتكي بعض السيدات من ألم أو حرقان في فروة الرأس. ويجدر بالذكر أن هناك العديد من العقاقير التي تساعد في علاج الصلع ولكن يلجأ الناس إلى التدخل الجراحي بشكل كبير، ويتمثل في زرع الشعر وتقليل مساحة فروة الرأس، حيث يقوم الطبيب المتخصص بأخذ جزيئات صغيرة جداً من جلد الرأس تحتوي على شعيرات من منطقة بها شعر في الخلف أو الجوانب، ثم تؤخذ هذه الجزيئات الصغيرة ويتم زرعها في المناطق التي لا يكون بها شعر، وتحتاج مراحل زراعة الشعر إلى 3 أو 4 جلسات على 4 شهور في فترات متباعدة. أما بالنسبة لعملية تقليل مساحة فروة الرأس فهي تعني كما يشير الاسم إلى تقليل مساحة الصلع في الرأس أو المساحة التي لا يوجد بها شعر في الرأس، ويمكن أن تكون مصاحبة لعملية زرع الشعر حتى يبدو الشعر متناسقا وطبيعيا، وتعدّ هذه العمليات الجراحية مكلفة، ومؤلمة في بعض الحالات وهناك آثار جانبية تحدث لنسبة قليلة جداً وتتمثل في ألم مزمن في الرأس بعد العملية.