استقبل الحضور المفاجئ لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في حفلة الشاي التي اقيمت للمسلمين ليل أول من أمس، في قاعة العشاء في مجلس العموم البريطاني، لمناسبة انتهاء شهر رمضان، وكلماته الودية عن الإسلام والمسلمين في بريطانيا، بترحاب كبير من زعماء الجالية المسلمة وديبلوماسيين من بلدان عربية وإسلامية. ويعد هذا الحديث الأول من نوعه لبلير عن الإسلام منذ أصبح رئيساً للوزراء. وقوبلت التصريحات الايجابية التي أدلى بها وزير الداخلية جاك سترو باستحسان واضح من الحضور. وأعرب رئيس مجلس الشرق الأوسط في حزب العمال النائب ايرني روس عن أمله في أن تصبح حفلة الشاي، التي كانت الثانية من نوعها، تقليداً سنوياً ليس في مجلس العموم فحسب، بل في برلمان اسكوتلندا ومجلس ويلز أيضاً في المستقبل. وكان النائب العمالي جورج غالواي ألقى قبل الحفلة بوقت قصير كلمة في البرلمان عن علاقات بريطانيا مع العالم الإسلامي التي قال إنها "تمر بلا شك في منعطف صعب". وأشار الى محاكمة مواطنين بريطانيين في اليمن ونزعة الخوف من الاسلام، وانتقد بحدة قصف الولاياتالمتحدةوبريطانياالعراق خلال شهر رمضان. ودعا إلى انشاء "معهد العالم الاسلامي" في بريطانيا. وكان زعماء الجالية المسلمة أعربوا عن مخاوف في لقاء مع وزير الدولة للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت الثلثاء الماضي. وبين المنظمات التي حضرت اللقاء المجلس الاسلامي في بريطانيا واتحاد المنظمات الاسلامية في المملكة المتحدة وايرلندا ومؤسسة الخوئي والمؤسسة الاسلامية. وأثار المشاركون في اللقاء قضية البريطانيين الذين يحاكمون في اليمن، محذرين من انهم اذا لم يلقوا محاكمة عادلة فان هناك خطر تعمق مشاعر الاغتراب لدى الشباب المسلمين في بريطانيا. وللرد على أي تلميحات بأن الحكومة البريطانية لم تفعل كل ما بوسعها لمساعدة هؤلاء المواطنين. قدم فاتشيت لمندوبي المنظمات الاسلامية وثيقة تقع في ثماني صفحات تتضمن تفاصيل وتواريخ عن كل مبادرات وزارة الخارجية والديبلوماسيين البريطانيين في اليمن لضمان ان يلقى المتهمون محاكمة عادلة، ولتمكين افراد عائلاتهم وأصدقائهم ومحاميهم من الالتقاء بهم. وبحث مندوبو المنظمات الاسلامية مع فاتشيت مخاوفهم في شأن كوسوفو. وقال يوسف الخوئي "أشرنا إلى ان دماء المسلمين ليست رخيصة، وان اخطاء البوسنة تُكرر حسب ما يبدو، في الوقت الذي يُقتل فيه مزيد من الاشخاص ويجري التعامل بمزيد من التسامح مع ميلوشيفيتش". وأعرب المندوبون أيضاً عن قلقهم في شأن مصير الشعب العراقي، وأكدوا ضرورة الاهتمام باحتياجاته الانسانية.