سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حديث الى اذاعة فرنسية لمناسبة نشر الطبعة الفرنسية من كتابه . بوش : عملية السلام في المنطقة ما كانت لتبدأ لو دخلت القوات الاميركية بغداد في حرب الخليج
وصف الرئيس الاميركي السابق جورج بوش فرنسا بأنها دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة لكنه وصفها بالصديق الصعب المزاج. وقال ان الصداقة التي ربطته بالزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وبالرئيس الحالي بوريس يلتسن، حالت دون ان يفكّر في أي وقت من الأوقات بشن حرب نووية، مشيراً على صعيد آخر أنه لو دخلت القوات الاميركية الى بغداد خلال حرب الخليج لما كان تسنّى رؤية بداية مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وقال بوش في حديث الى احدى الاذاعات الفرنسية لمناسبة صدور الطبعة الفرنسية من كتابه الذي يحمل عنوان "في البيت الابيض - أربع سنوات لتغيير العالم"، انه لم يخطر في باله أبداً لدى توليه للرئاسة الاميركية ان ولايته ستشهد انهيار الاتحاد السوفياتي واجتياح العراق للكويت. وأضاف ان من مهام رئيس الولاياتالمتحدة السعي الى السيطرة على الاحداث غير المتوقعة، لكن هذه المهمة ليست محصورة به، مشيراً الى أنه وفقاً لما ذكره في كتابه فإن العلاقات مع فرنسا لعبت دوراً مهماً جداً على صعيد التعامل مع الاجتياح العراقي للكويت، ودارت مشاورات بين القوات المتحالفة. ورأى أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة تجنّب ما من شأنه إظهارها في مظهر المتعالي، وعليها دائماً العمل مع القوى الاخرى، والكتاب يوضح كيف عمل الجانب الاميركي مع حلفائه خلال الازمات الرئيسية. وعن أسوأ ذكرى له خلال فترة توليه الرئاسة، أجاب بوش مازحاً "أسوأ ذكرى هي الهاجس الدائم حول احتمال خسارة الانتخابات". وأكد انه لم يراوده أبداً خلال فترة ولايته الرئاسية شعور بأنه قد يضطر في وقت من الاوقات الى شن حرب نووية، ربما بسبب العلاقات الشخصية التي كانت قائمة بينه وبين الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف والرئيس الحالي بوريس يلتسن، وكان مقتنعاً بأن أياً منهما لن يلجأ الى استخدام السلاح النووي. وعن انهيار جدار برلين الذي يتناوله مطولاً في كتابه مؤكداً انه فاجأ الولاياتالمتحدة، قال بوش ان العديد من الاميركيين لم يتفهموا موقفه وعدم توجهه الى المدينة لمشاركة المواطنين فرحتهم في استعادتها لوحدتها، وأنه رأى في حينه ان الاقدام على مثل هذا التصرّف كان سيعتبر بمثابة اهانة مباشرة موجهة للمسؤولين السوفيات، الذين كانوا يواجهون قلقاً بالغاً ومبرراً، اذ ان امبراطوريتهم كانت تنهار امام اعينهم. ووصف غورباتشوف بأنه وجه تاريخي كبير، اعترضت طريقه مشكلات ضخمة وأنهما كانا يتشاوران حول سبل مواجهتها من دون ان يؤدي ذلك الى اضعاف موقفه، وهذا ما تسبّب له بوش بإنتقادات داخلية كثيرة. وعمّا اذا كانت فرنسا في موقف الحليف الجيّد خلال حرب الخليج، أجاب بوش بأنها كانت دائما كذلك بالرغم من التباين في وجهات النظر، ففي بعض الأحيان يتهم الفرنسيون الولاياتالمتحدة بالتعالي، ولكنهم لا يدركون انهم بدورهم صعبو المزاج احياناً، مشيراً الى انه أثناء توليه للرئاسة قرّر القيام بجهد شخصي للتعرف الى الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا متيران، مما سمح بتجنّب سوء التفاهم في ظروف عدة. وردّا على سؤال عن عدم دخول القوات المتحالفة الى بغداد لإطاحة صدام حسين، أجاب بوش بأن القانون الدولي بقرار من الاممالمتحدة، حصر مهمة هذه القوات بالتعامل مع الاعتداء الذي مثّله اجتياح العراق للكويت، وأنه لو دخلت القوات الاميركية الى بغداد لما كان بالامكان ان تبدأ مسيرة السلام في الشرق الاوسط، ولكانت الولاياتالمتحدة تحولت قوة محتلة لأرض عربية كما أن القوات الفرنسية ما كانت لتبقى في اطار القوات المتحالفة في مثل هذه الحالة. وأكد ان السبيل الوحيد للتعامل مع صدام حسين اليوم يقضي بالإبقاء على أقصى قدر من الضغط عليه، "لأنه يجسّد الشر، ولأنه إذا كان الشعب العراقي يتألم اليوم، فذلك بسبب وحشية رئيسه الذي يرفض القيام بما كان التزم به". وعمّا اذا كان، انطلاقاً من تجربته الشخصية، ينصح نجله جورج بوش بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، قال ان "جورج بوش جونيور يستشير دائماً والدته ولا يستشير والده على الاطلاق، ولكني كأب سأشعر بفرح وفخر كبيرين اذا قرّر ترشيح نفسه للرئاسة الاميركية".