قال قطب سياسي لبناني، في قراءة أولية للضربة العسكرية الموجعة التي انذلتها "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" بوحدة النخبة من لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي، ان ما حصل في موقع بركة الجبور في البقاع الغربي لا يمكن فصله عن لجوء الاحتلال الاسرائيلي الى ضمّ بلدة أرنون الى الشريط الحدودي. وأكد القطب ل"الحياة" ان اسرائىل ضمّت أرنون في خطوة انتخابية لتوحي للرأي العام الداخلي انها ما زالت تمسك بزمام المبادرة العسكرية في الجنوب من جهة وتتحكم بالوضع العسكري من جهة ثانية. واضاف "ان اسرائيل لم تكتف ربما بضمّ أرنون التي شكّلت احراجاً للجانبين الفرنسي والاميركي في لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل، بل عمدت الى اثبات قدرتها على التحكم بالورقة العسكرية في الجنوب من خلال ما تخطط له وحدات النخبة في لواء المظليين في البقاع الغربي، اذ يبدو انها كانت على وشك تنفيذ مهمة نوعية يفترض ان تنكشف اهدافها في وقت لاحق". ولفت القطب الى "تقاطع من حيث الاهداف بين الانزال الاسرائىلي الفاشل في بلدة انصارية في ايلول سبتمبر 1997، ومهمة وحدة المظليين في بركة الجبور، خصوصاً لجهة تنفيذ عمليات نوعية ضد المقاومة الاسلامية من خلال زرع العبوات والألغام المتطورة التي تستهدف مسالك تتبعها المقاومة للوصول الى الشريط الحدودي أو بعض أماكن تجمعاتها في المنطقة المحررة". واضاف "ان فشل الانزال في انصارية أفقد اسرائيل زمام المبادرة العسكرية بعض الوقت نظراً الى موجة الغضب التي قامت في اسرائيل، تماماً كالموجة التي تسودها الآن بعد مقتل ثلاثة من الضباط المظليين"، مشيراً الى "اخفاق رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في تسجيل انتصارات خاطفة ضد حزب الله تسمح له بتوظيفها في حملاته الانتخابية". واعتبر "ان نتانياهو، وان كان يحاول فرض هيبته العسكرية في الجنوب، يسعى في المقابل الى ايهام الرأي العام الداخلي والخارجي بانه يرغب في الوصول الى سلام مع لبنان وسورية قبل انتهاء العام 1999". وأكد "ان نتانياهو لا يرغب من خلال ضمّ أرنون، في توسيع رقعة الاحتلال الاسرائىلي للجنوب، بمقدار ما انه يصرّ على تحقيق "انتصارات معنوية" ضد المقاومة الاسلامية قد تؤدي الى ارباكها وصولاً الى اعادة النظر في خططها الهادفة الى تسجيل مزيد من الاختراقات النوعية للشريط الحدودي، خصوصاً انه يتجنب الغرق في الرمال اللبنانية أو السيطرة على مناطق جديدة تتيح للمقاومين القيام بمزيد من الخطوات، في ظل عدم قدرة "جيش لبنان الجنوبي" المتعامل مع اسرائيل على التصدي لهم". وأوضح القطب "ان نتانياهو يكرر حديثه عن الرغبة في الوصول الى سلام مع لبنان وسورية بعدما أيقن ان الضغط على الحكومة اللبنانية للقبول بمفاوضات منفردة مستحيل"، مؤكداً "ان تل أبيب تعتمد الموقف الاميركي الذي يحول دون الاحتكام الى مجلس الأمن الدولي ضد أي عدوان اسرائيلي، على غرار عدم تأييد واشنطن للتقدم بشكوى بسبب ضم أرنون". وقال ان التطورات الأمنية والعسكرية في الجنوب "ستبقى محكومة بسقف لجنة تفاهم نيسان، لان واشنطن لن تسمح بالقفز من فوقها للذهاب الى الاممالمتحدة، وهذا ما نصح به السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي يعتبر ان قيام اللجنة يشكل انتصاراً لكل المعنيين بالوضع في الجنوب، خصوصاً انها حققت نجاحاً في خفض عدد الضحايا المدنيين". وسأل القطب عن التطورات التي أملت على لبنان التريث في تقديم الشكوى بعدما كان رفض اقتراحاً للسفير الاميركي لا ينصّ على الانسحاب الاسرائيلي الفوري من أرنون. وأمل بان يكون الجانب اللبناني ضمن تحقيق الاهداف التي يتطلع اليها، تعويضاً عن تريثه الرامي الى اعطاء فرصة جديدة للجنة تفاهم نيسان.