لندن، طرابلس، بروكسيل، ستراسبورغ، روما، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - استمرت أمس ردود الفعل العربية والدولية على اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في كينيا وجلبه إلى تركيا للمحاكمة. وفي وقت هاجم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الدول التي "تآمرت" للقبض على الزعيم الكردي، أعلنت منظمات فلسطينية تأييدها له، ولمح الفاتيكان إلى أن البابا ربما يتدخل لمصلحته مثلما تدخل في السابق لدى بريطانيا لمصلحة الزعيم التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه. ودعا القذافي أمس في تصريح نقلته "وكالة الجماهيرية" للأنباء، إلى مقاطعة الدول التي ساهمت في القبض على الزعيم الكردي. واعتبر أن "الدول التي شاركت في هذه العملية أقل ما يقال فيها إنها دول منحطة جبانة معدومة الضمير والاخلاق لأنها تآمرت على شخص واحد في مقابل رشاوى وصفقات دنيئة انانية". واقترح، رداً على هذا التصرف، ان "تقاطع هذه الدول وتخزى"، من دون ان يأتي على ذكر هذه الدول بالاسماء. وقال العقيد القذافي متوجهاً إلى الاكراد إن "عدوكم كلما سفك دماءكم كلما صب وقوداً على نار الثورة الكردستانية وكلما زاد من تأجيج نار الثورة الاستقلالية الكردستانية". وأضاف متوجهاً للأتراك "لا تخدعوا انفسكم وتغتروا وتبتهجوا فهذا ان دل على شيء فإنما يدل على انكم تجهلون تاريخ بلادكم"، مشيراً إلى أن "القضاء على ثوار" قوميين عرب في الماضي "لم يقض على القومية العربية وعلى استقلال الامة العربية" عن السلطنة العثمانية. واضاف: "ها هي الدول العربية مستقلة والدولة العثمانية نفسها انتهت من داخلها". وأكد القذافي في تصريحه أمس أنه "لا يعرف" أوجلان و"ليس لبلادي علاقة بحزبه. وتركيا تعرف هذا جيداً". وندد ناطق باسم "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في بيان تلقته "الحياة" في لندن ب "الاذلال الذي يتعرض له القائد الكردي عبدالله أوجلان على يد السلطات العسكرية التركية التي اختطفته من كينيا بالتواطؤ، وفق مصادر دولية متعددة، مع المخابرات المركزية الأميركية وجهاز الموساد الإسرائيلي". كذلك قال ناطق باسم المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الجبهة "تعتبر ان عملية اختطاف المناضل عبدالله أوجلان ... عمل ارهابي تتحمل مسؤوليته الدول التي ساعدت أو قامت بهذه العملية". ورأى ان العملية "ما هي إلا إحدى ثمار التحالف الأمني التركي - الإسرائيلي - الأميركي، وأجهزة الموساد الإسرائيلية والمخابرات الأميركية، ليست بعيدة عن عملية الاختطاف المنظمة". وفي بروكسيل، ذكر مصدر أوروبي ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين سيجتمعون اليوم الاحد وغداً الاثنين في لوكسمبورغ سيناقشون انعكاسات قضية عبدالله اوجلان والمسألة الكردية خلال عشاء عمل غير الرسمي مساء الاحد. وقال متحدث باسم المفوضية الاوروبية ان "قضية اوجلان ستبحث خلال عشاء الوزراء مساء الاحد في لوكسمبورغ". وعبر وزير خارجية لوكسمبورغ جاك بوس عن "الأمل في ان تحترم محاكمة اوجلان قواعد دولة القانون الحديثة والا يصدر في حقه حكم بالاعدام". وفي ستراسبورغ، أعلن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا لورد راسل جونستون أنه سيتوجه الاسبوع المقبل الى انقرة ليبحث مع السلطات التركية في قضية اوجلان. وفي روما، قال وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال انجيك سودانو لصحيفة "لا ريبوبليكا" أمس إن الفاتيكان قد يتدخل لمصلحة أوجلان لدى الأتراك مثلما تدخل لمصلحة الجنرال بيونشيه لدى البريط شانيين. وقال إن الفاتيكان بعث الجمعة برسالة إلى السلطات البريطانية تدعم موقف الحكومة التشيلية من أن بيونشيه لا يجب أن "يحاكم سوى على أراضيها، وليس في اسبانيا مثلما تطالب مدريد". وقال سودانو إن هذا التحرك "إنساني" فقط. وتابع: "ولأسباب إنسانية أيضاً، فإن الحبر الأعظم مستعد ليأخذ خطوة مماثلة لينقذ حياة عبدالله أوجلان". وفي القدسالمحتلة، بثت الاذاعة الإسرائيلية ليل الجمعة انه بمبادرة من الجالية الكردية في المانيا عقد اجتماع ليل الجمعة مع القنصل الإسرائيلي في برلين. وأوضحت الاذاعة ان الجالية الكردية قدمت اعتذارها عن محاولة اقتحام القنصلية في برلين وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل ثلاثة من المتظاهرين الأكراد.