بغداد، أنقرة، كارولينا الولاياتالمتحدة - أ ب، رويترز، أ ف ب - وسعت القوات التركية توغلها في شمال العراق على رغم تنديد بغداد بپ"الغزو الجديد" ومطالبتها أنقرة بسحب هذه القوات فوراً، علماً ان صحيفة تركية قدرت عددها بعشرين ألف عسكري. وقصف الطيران الاميركي موقع رادار في شمال العراق. لكن بياناً رسمياً عراقياً أفاد عن ضربتين اميركيتين في منطقتي الحظر الجوي في الشمال والجنوب. ووصل امس وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الى دمشق. وذكر مسؤولون عسكريون اميركيون ان طائرتين اميركيتين من طراز "أف - 16" اقلعتا من قاعدة انجيرليك اطلقتا صاروخين على موقع رادار عراقي رصد طائرات حربية اميركية في منطقة الحظر الجوي في الشمال. الى ذلك، اعتبر الجنرال هال هورنبيرغ قائد القوة الجوية التاسعة المتمركزة في قاعدة شو الجوية في سومتر جنوب كارولينا، المسؤول عن العمليات الجوية الاميركية حول العراق، ان الرئيس صدام حسين، رجل "يائس" لا يشكل اي تهديد للقوات الاميركية في تركيا. وقال في كلمة خلال مأدبة عشاء نظمتها غرفة التجارة في سومتر: "لا أعتقد ان لديه صدام القدرة على مهاجمة تركيا"، لكنه أضاف ان العراق يملك القدرة على مهاجمة دول مجاورة. وكان الرئيس العراقي هدد بشن هجوم ضد تركيا بسبب سماحها للطيران الحربي الاميركي والبريطاني باستخدام قاعدة انجيرليك. وعلى صعيد العملية التركية في شمال العراق، التي اكدت انقرة ان لا علاقة لها باعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، وأنها محدودة هدفها تعقب مقاتلي الحزب، أفادت صحيفة "مليت" التركية ان العملية بدأت من 10 نقاط، وقدرت عدد القوات المشاركة بعشرين ألف عسكري تدعمهم طائرات من نوع "اف - 16". واكدت انهم يتقدمون باتجاه مناطق مفتانين وزاب وكركوك، وتمتد مواقع العمليات من زاخو حتى الحدود الايرانية، وأشارت الى ان الوحدات التركية ترسل تعزيزات الى شمال العراق من نقاط مختلفة على امتداد 350 كيلومتراً. وقال ناطق عراقي اوردت تصريحه "وكالة الانباء العراقية" ان "الولاياتالمتحدة تشجع وتدعم استباحة دم الأكراد في تركيا وتصفهم بالارهاب". واعتبر ان واشنطن "تحاول استغلال المسألة الكردية في العراق واستخدامها ورقة للضغط والتآمر والعدوان على شعبنا وبلادنا". وجاء التعليق العراقي رداً على تصريحات الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي الذي أكد الأربعاء ان واشنطن "تدعم حق الحكومة التركية في ان تدافع عن نفسها في وجه الارهابيين". وأشار الى التوغل التركي في شمال العراق وقال: "نعتبر انه في حال حصلت عمليات عبر الحدود فهي محدودة من حيث الحجم والمدة، وتحترم كلياً حقوق المدنيين في المنطقة". وتساند طائرات حربية قوات تركية في قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وليس هناك تقدير رسمي لعدد هذه القوات، لكن صحيفة تركية أفادت ان عشرة آلاف جندي يشاركون في التوغل. الى ذلك وصل الى دمشق أمس وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في زيارة تندرج ضمن جولته على عدد من الدول العربية، وكان في استقباله نظيره السوري الرئيس الحالي لمجلس وزراء الخارجية العرب فاروق الشرع. وقال الصحاف للصحافيين: "ازور دمشق ضمن جولة في اقطار الوطن العربي لمواصلة الاتصالات مع الاشقاء وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهمنا جميعا". وندد الوزير العراقي بتوغل القوات التركية في شمال العراق، ووصفه بأنه "تدخل مباشر في الشؤون الداخلية للعراق".