تدور حالياً مفاوضات بين محامي مونيكا لوينسكي ومكتب المحقق الخاص كينيث ستار حول ما تستطيع بطلة الفضيحة التي كادت أن تؤدي إلى عزل الرئيس بيل كلينتون، ان تقوله في المقابلة التي تعتزم اجراءها قريباً مع شبكة "اي بي سي" التلفزيونية تمهيداً لصدور كتابها، حول مغامراتها مع الرئيس الأميركي، الشهر المقبل. وكان واضحاً أن المحقق ستار راغب في الحد من ما ستكشفه لوينسكي في مقابلتها مع الصحافية الشهيرة بربارة وولترز، على أساس أن التحقيقات الجزائية في قضية مونيكا لوينسكي لا تزال مستمرة. ومعروف أن الكتاب، الذي سيحمل عنوان "قصة مونيكا"، يجري إعداده حالياً بالاشتراك مع الكاتب البريطاني الشهير اندرو مورثون الذي أعد في السابق كتاباً آخر حول حياة الأميرة ديانا الراحلة ويتوقع صدوره مطلع آذار مارس المقبل. وكانت لوينسكي وقعت على اتفاق مع المحقق ستار يمنعها من الكلام إلا بإذنه وذلك في إطار صفقة الحصانة القضائية التي أجرتها في تموز يوليو الماضي، مقابل شهادتها أمام هيئة المحلفين الكبرى حول علاقاتها العاطفية مع الرئيس كلينتون. ونص الاتفاق على أن لوينسكي أو ممثليها لن يدلوا بأي تصريحات إلى الصحافة حول القضية قبل حصول على إذن مسبق من مكتب المحقق الخاص بانتظار اقفال ملف الفضيحة بشكل نهائي. ومع تبرئة مجلس الشيوخ الأميركي للرئيس كلينتون في 12 الشهر الجاري، بدأت فضيحة "مونيكا غيت" في الانحسار عن الصفحات الأولى للجرائد ومقدمات أخبار التلفزيون. علماً ان الاهتمام قد يعود مرة أخرى مع صدور كتاب لوينسكي حيث سيتم عندئذ اختتام المراحل النهائية للدراما العاطفية التي عصفت بالولايات المتحدة لأكثر من عام. وكان واضحاً ان الأميركيين بدأوا يشعرون "بالفراغ" بعد انحسار أخبار مونيكا لوينسكي والفضيحة، لكن الأنباء عن امكانية إقدام زوجة الرئيس هيلاري رودمان كلينتون على ترشيح نفسها للانتخابات لمقعد يمثل ولاية نيويورك في مجلس الشيوخ، ملأت بعض هذا الفراغ الذي يتوقع ان لا يستمر طويلاً مع بدء الاستعدادات للمعركة الرئاسية المقبلة. وبالفعل كانت زيارة الرئيس كلينتون أمس لولاية نيوهامشير ايذاناً بذلك كونها اعتبرت تمهيد للطريق، طريق المسيرة الطويلة لنائب الرئيس آل غور الساعي إلى شغل المنصب الرئاسي. ومعروف ان الانتخابات التمهيدية الرئاسية تبدأ عادة في نيوهامشير.