لا يتمتع الأردن بقاعدة صناعية متطورة، فمعظم صناعاته خفيفة، أما الصناعات الثقيلة فلا وجود لها. لكن هناك صناعات مزدهرة في المملكة أبرزها صناعة الأدوية التي تتمتع برواج جيد، وتمكنت من النفاذ الى الاسواق الخارجية وصولاً الى الولاياتالمتحدة. وفي دراسة أعدتها غرفة صناعة عمان، حددت الغرفة خمس شركات أردنية قالت انها تمثل ما يمكن اعتباره قاعدة للاستثمار الصناعي. وهذه الشركات الخمس هي: "شركة البوتاس العربية" و"شركة مناجم الفوسفات الأردنية" و"شركة مصانع الاسمنت الأردنية" و"شركة مصفاة البترول الأردنية" و"شركة الكهرباء الأردنية". وأوردت الدراسة أسباباً عدة قالت انها تجعل هذه الشركات ذات أهمية خاصة للاقتصاد الأردني، وتجتذب الاستثمارات العربية، أهمها: الحجم الكبير لمجموع رؤوس أموال هذه الشركات الذي يبلغ نحو 231 مليون دينار أردني، أي ما يعادل 40 في المئة من مجموع رؤوس أموال الشركات المساهمة الصناعية. الحجم الكبير لمجموع موجودات هذه الشركات الذي يبلغ نحو 1.4 بليون دينار أي ما يعادل نحو 70 في المئة من مجموع موجودات الشركات المساهمة العامة الصناعية في المملكة. مجموع ما تدفعه هذه الشركات من ضرائب، وتصل في مجموعها الى 125.5 مليون دينار سنوياً، أي ما يعادل نحو 45 في المئة من مرتبات وأجور وعلاوات موظفي الدولة. مجموع صادراتها السنوية والذي يصل الى نحو 300 مليون دينار، أي ما يعادل 30 في المئة من الصادرات الوطنية. نسبة المساهمة العربية العالية فيها، والتي تصل في رأس مال "شركة البوتاس العربية" الى 41 في المئة، وفي "شركة مصفاة البترول الأردنية" نحو 17 في المئة، وفي "شركة مناجم الفوسفات الأردنية" نحو 19 في المئة. عراقة هذه الشركات، اذ يعود تأسيس "شركة الكهرباء الأردنية" الى عام 1938، و"شركة مصانع الاسمنت الأردنية" الى عام 1951 و"شركة مناجم الفوسات الأردنية" الى العام 1953 و"شركة مصفاة البترول الأردنية" الى 1956 و"شركة البوتاس العربية" الى عام 1958. واعتبرت الدراسة ان من مزايا هذه الشركات اتساع قاعدة المستثمرين فيها. وقدر عدد المساهمين في الشركات الخمس مجتمعة بنحو 108 آلاف مساهم، ما يجعلها مجالاً لاستثمار بعض صغار المساهمين وكبار المدخرين. ولاحظت ان مجال عمل هذه الشركات هو التعدين مثل "شركة البوتاس" و"شركة مصانع الفوسفات"، أو الطاقة مثل "شركة الكهرباء" و"شركة مصفاة البترول"، أو انتاج سلع اساسية مثل "شركة مصانع الاسمنت". ونوهت الدراسة بمساهمة الشركات المذكورة في استثمارات أخرى، فكل منها تساهم في عدد من الشركات المحلية أو العربية، في حين تنفرد "شركة البوتاس" و"شركة مناجم الفوسفات" بمساهمتهما في شركات عالمية مثل مشروع الأسمدة المركبة الذي تشترك فيه "شركة البوتاس" مع اليابان، ومشروع "الشركة الهندية - الأردنية للكيماويات" الذي تساهم فيه شركة هندية.