استأنفت المحكمة العسكرية العليا في القاهرة أمس جلسة النظر قضية "العائدون من البانيا" في جلسة عاصفة في ظل اجراءات أمنية مشددة. واستغرقت الجلسة نحو سبع ساعات، استمعت خلالها المحكمة الى اقوال خمسة من ضباط جهاز مباحث امن الدولة ممن تولوا القبض على بعض المتهمين في القضية، وحدث جدل كبير بين الشهود الخمسة وأعضاء هيئة الدفاع. وتحدث الشاهد الاول عن توقيف المتهم احمد ابراهيم السيد النجار بعد وصوله الى مصر في حزيران يونيو الماضي من البانيا، وذكر ان النجار عاد الى مصر في حالة جيدة، وانه اصطحبه في سيارة الشرطة من المطار الى مقر المباحث في سيارة صغيرة، وان المتهم اعترف له في الطريق بأنه قيادي في "جماعة الجهاد" التي يقودها أيمن الظواهري وروى له وقائع خاصة بالتنظيم في افغانستان وباكستان والسودان واليمن والبانيا، وانه حدد الهيكل التنظيمي للجماعة، وأكد انها تهدف الى قلب نظام الحكم بالقوة وتقوم على تكفير الحاكم والمجتمع. ورداً على أسئلة الدفاع أكد الشاهد أن النجار كان في حالة طبيعية جداً عقب وصوله البلاد وادلى باعترافاته طواعية ولم يتعرض لأي ضغوط. وروى الثاني الذي اعتقل المتهم شوقي سلامة الذي رحل أيضاً من البانيا، تفاصيل الاعتقال، وتحدث عن نشاطه خارج مصر في كل من اليمن والسودان والبانيا، واكد انه كان يتولى مسؤولية محطة التنظيم في البانيا، وانه قام بإرسال اموال من هناك الى عناصر في التنظيم داخل البلاد. وقال الشاهد الذي اعتقل عصام عبدالنواب إن المتهم كان ينوي السفر الى المانيا او بريطانيا للحصول على اللجوء السياسي بمساعدة التنظيم إلا أنه فشل. وأكد ان عبدالتواب وصل الى مطار القاهرة في طائرة ركاب عادية. ثم رفعت الجلسة للاستراحة وخلالها ألقى المتهم النجار كلمة ذكر فيها ان المتهمين كانوا يهدفون الى اقامة شرع الله، وناشد الموجودين الاهتمام بتربية النشئ تربية اسلامية صحيحة، وهاجم وسائل الاعلام ودور السينما، وحدثت مشكلة بين المحامين ورجال الشرطة المكلفين بتأمين القاعة، بعد اعتراض الشرطة على دخول المحامين الى قفص الاتهام للقاء المتهمين، لكن القاضي امر بتمكين المحامين من لقاء موكليهم. وفي الجزء الثاني من الجلسة استمعت المحكمة الى اقوال الشاهد الرابع الذي قبض على عناصر التنظيم في محافظة المنوفية. وقال إن المتهم هاتف هاني الجندي كان يقود المتهمين في المحافظة، وانه كان يتلقى اتصالات هاتفية من قادة التنظيم المقيمين في الخارج لتنفيذ عمليات ارهابية ثم استمعت المحكمة الى اقوال الشاهد الخامس الذي تولى القبض على عناصر التنظيم في منطقة "ناهيا" في محافظة الجيزة، فذكر ان المتهمين ممدوح زيادة وصبري العطار كانا يقودان المجموعة وانهما ارتبطا بالمتهم النجار اثناء وجوده في البانيا، الذي كان يهاتفهم من هناك ويكلفهم بارتكاب العمليات الارهابية. وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى الخميس المقبل.