أكدت مصادر حكومية في بيروت ان وزارة الخارجية اللبنانية ستستدعي قريباً السفير الليبي في لبنان علي محمود ماريا للوقوف منه على خلفية قرار بلاده وقف اصدار تأشيرات دخول للبنانيين والسوريين إلى أراضيها. وكشفت مصادر رسمية ل"الحياة" ان السفير الليبي كان أثار منذ مدة مسألة تغييبه عن حضور بعض المناسبات الرسمية لوجود رئيس المجلس النيابي رئيس حركة "أمل" نبيه بري فيها، بسبب إلقاء الحركة المسؤولية على السلطات الليبية عن اخفاء رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام موسى الصدر لدى قيامه بزيارة رسمية لطرابلس الغرب في 1978. وأضافت المصادر ان بري أصرّ لدى انتخاب الشيخ الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، على اعتبار الإمام الصدر رئيساً مؤسساً للمجلس الاسلامي الشيعي، مشيرة إلى أن القطيعة بينه وبين ليبيا مستمرة منذ 1978. ولفتت إلى أن "أمل تستمر في تحميل المسؤولية للزعيم الليبي معمر القذافي في الاحتفال السنوي الذي تقيمه في 31 آب اغسطس من كل عام لمناسبة اختفاء الإمام الصدر". وفي معلومات ل"الحياة" من مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ان العمل بوقف اعطاء تأشيرات دخول لحاملي جوازات السفر اللبنانية بدأ اعتباراً من الثاني من كانون الاول ديسمبر الجاري، إضافة إلى قرار مماثل اتخذ بالنسبة لحاملي جوازات السفر السورية، من دون ان توضح الأسباب. وقالت المصادر إن الموقف اتخذ على خلفية عدم استقبال السفير الليبي في المجلس النيابي اللبناني وعدم توجيه الدعوات له في المناسبات التي يحضرها بري، إضافة إلى أن السفارة الليبية في بيروت في منطقة بئر حسن، هي الوحيدة بين السفارات التي ما زال المهجرون يحتلونها. ولفتت الى تذمر السلطات الليبية من تعرّض العقيد معمر القذافي لهجومات متتالية من عدد من المؤسسات الاعلامية اللبنانية، ولمحت الى ان هناك أطرافاً في الدولة اللبنانية لا يهمها قيام علاقات جيدة بين لبنان وليبيا. يُذكر ان السيدة رباب الصدر شرف الدين شقيقة الإمام الصدر كانت أكدت في مقابلة تلفزيونية أجريت معها أخيراً ان شقيقها لا يزال حياً يرزق في سجن ليبي، بناء على معلومات توافرت لها من أجهزة استخبارات دولية. ونفت رواية تحدثت عنها ليبيا فور اختفائه انه استقل طائرة من طرابلس الى روما مع مرافقيه الشيخ محمد يعقوب والزميل الصحافي عباس بدرالدين.