أوضحت دراسة أجراها المعهد العالي للصحة العامة في جامعة الاسكندرية على مراهقات 81 منطقة سكن عشوائية في المدينة الساحلية، ان 98 في المئة من المراهقات المتزوجات لا يعملن، ويعشن، بعد الزواج، في المناطق نفسها التي تربين فيها، ويفضلن زواج الأقارب لا سيما أولاد العم. وتنتشر الأمية بين الزوجات الصغيرات بشكل واضح، فيما تعاني نسبة 70 في المئة منهن من الأمراض التناسلية، وتؤيدن الختان بسبب العرف والتقاليد وتعتقدن بزيادة عدد المواليد، الذي لا يقل عن أربعة أطفال لكل مراهقة متزوجة. من جانبه، يؤكد استاذ الطب النفسي في جامعة الازهر الدكتور أحمد شوقي العقباوي "اننا لسنا أمام زيجات مكتملة الأركان، وإنما انضمام أعضاء جدد لأسر موجودة بالفعل وقائمة في المناطق العشوائية، فلا الظروف ولا طبيعة المكان تسمح للزوجة بالانفصال وتأسيس مسكن جديد مع زوجها". ويضيف: "ان أخطر ما يواجه تلك الزيجات الطلاق والانهيار الأسري، نتيجة ذوبان الأسرة الجديدة في الكيان الأكبر للأسرة الكبيرة، ما ينجم عنه خلافات محورها التداخل الزائد بين الأسر وعشوائية الاختلاط". ويقول العقباوي أن دراساته على زيجات المناطق العشوائية تؤكد أن "نسبة حدوث طلاق مبكر بين الزوجين الصغيرين أعلى منه بين الأزواج مكتملي النضج، إذ أن المراهقين يتميزون بالانفعالات السريعة والتغييرات النفسية الكثيرة التي تؤدي لانهيار الزواج بسرعة". وتزيد نسبة الطلاق في حال زواج الصغار في المناطق العشوائية لأن الزواج هناك غير مكلف. وبالتالي فإن الدخول الى عش الزوجية سهل وميسور، والخروج منه أسهل وأكثر يسراً لأن تدابير الطلاق - كما الزواج - غير مكلفة. الخبيرة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية الدكتورة عزة كريم أجرت دراسة عن زيجات المناطق العشوائية، اتضح منها أن غالبية زوجات تلك المناطق في سن أقل من العشرين، وفي مرحلة الخصوبة، ما يؤدي الى ارتفاع معدلات الإنجاب في هذه المناطق التي تجهل نساؤها وسائل منع الحمل. وترجع الدكتورة نادية رضوان، استاذة علم الاجتماع في جامعة قناة السويس، زيادة نسب الزواج والطلاق في المناطق العشوائية الى شيوع افكار من نوع "زواج البنت سترة"، وضرورة تزويج الأنثى بمجرد البلوغ، ودون انتظار السن القانونية للزواج. وتضيف، ان عدداً من الأسر يرى في زواج البنت تخفيفاً للعبء الاقتصادي الواقع على الأسرة. وتقترب ثقافة المناطق العشوائية من ثقافة المناطق الريفية التي تعتبر المصدر الرئيسي للأسر التي تنضم الى المناطق العشوائية على تخوم المدن الكبيرة، وبالتالي تنتقل الثقافة القروية اليها مع نزوح الأسر. وتشير رضوان الى أن الطموحات الشخصية والمطالب الترفيهية تختفي لدى الفئات التي تسكن العشوائيات، وبالتالي فإن الزواج لا يمثل عبئاً على اقتصاديات الزوج فيتزوج مرة بعد مرة، كما أن أهل الزوجة، نتيجة العبء الاقتصادي، لا يشترطون، بل يرضون بأقل القليل. وتلفت الدكتورة رضوان الى أن زوجات المناطق العشوائية أكثر أمية وأقل ثقافة ويستسلمن لقهر الرجل، لأنهن أقل وعياً لحقوقهن الإنسانية. لكن أياً من هذه الدراسات لا تقدم حلولاً لهذه الظاهرة السلبية الشائعة في ما يزيد على ألف منطقة عشوائية في مصر يسكنها نحو خُمس سكان مصر.