ما بين الحياة والموت عالم لا متناه - افتقاد للوزن وتداخل في ما بين الاشياء والتقاء بين لحظتين، آخر لحظة في العالم الملموس المادي وبداية عالم البرزخ الذي لم يكلمنا عنه احد سوى ما جاء في النصوص. وقد تجرأ المخرج لطفي لطفي على اقتحام هذه اللحظة الرهيبة التي يخافها الاحياء حتى لمجرد استذكارها. وقد سماها في فيلمه الجديد "الحلم" الذي قال عنه: "انها لحظات يعيشها المرء ما بين الموت والحياة، يتذكر خلالها شريط ذكرياته، طفولته الاولى، ايام الدراسة وشقاوتها، يتذكر حبه الاول وعلاقته بزوجته واصدقائه الاحبة ويتذكر علاقته بمحيطه والمجتمع، معاناته اليومية". من المؤكد انك اخترت شريحة معينة تعالج هذه الافكار من خلالها ماذا عن هذه الشريحة في فيلمك؟ - "لقد اخترت نموذج الانسان العادي المنهزم الذي يهرب عندما يواجه موقفاً مصيرياً امام حبه الاول، الذي يفترض ان يدافع عنه فلا يفعل، لقد تخلى هذا الرجل عن حبيبته، ليمثل بذلك الرجال الضعفاء جميعاً. لقد قدمنا رواية اخراجية لنظهر هذه الحالة، بكل فيلمي تصله في مماته برقية تقول له ان يمكنه الالتقاء بحيبته فيطلب من الزمن ان يعود به الى الوراء، كي يسترجعها، لكن هيهات! فما مضى مضى والزمان لا يعود الى الوراء". اختيار هذا النمط لحكاية الفيلم ماذا اردت القول من خلاله؟ - "اردت ان اتعرض الى نموذج من الناس اللامبالين وهم الاكثر انتشاراً في مجتمعاتنا وباشكال مختلفة، فمثلاً نرى عينات تسلك سلوكاً غير مسؤول، كالذي يرمي ورقة في الشارع ويعتبر نفسه غير معني بنظافة المكان، او الذي لا يهتم بجيرانه، او الذي يهتم بالمساحة الصغيرة التي حوله. اما بقية الوطن فغير مهمة". الفنان زهير رمضان الذي يشارك ببطولة الفيلم قال عن دوره: - امثل في هذا الفيلم شخصية "سعيد" وهو مهندس يعمل في المقاولات. تاريخه السلوكي غير نظيف، وعلاقته بزوجته علاقة خلاف حتى الموت. لاحقاً فيما هو يعيش ما بين الحياة والموت يأتيه من يحاكمه عما قام به في الحياة الدنيا، ويبدأ الاعتراف بذنوبه واخطائه. اثناء ذلك يأتيه خبر عن وجود حبيبته الاولى في المكان نفسه الذي يحاسب فيه، يسعد بالخبر، ويلتقي الاثنان ويبقيان في عالم لا متناه. وهذا الفيلم هو اضافة الى ما فيه دعوة الى الحفاظ على الارث المعماري الذي يُرمز اليه بالمرأة ومكنوناتها الخاصة، كما يدعو الى "الحفاظ على اصالتنا واخلاقنا والمثل والقيم الانسانية".