السبت 21 آب اغسطس 1999... خبر مفجع ومفاجئ لم يصدقه الكثيرون. رحل الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الرجل الأول في عالم الرياضة السعودية والعربية وأحد قادة الرياضة العالمية. عصر فيصل كان عصر الانجازات والمنشآت والمنتخبات والتطور في الرياضة السعودية، عصر التقارب والتكامل والبطولات العربية، عصر ذوبان الحدود والخلافات ووحدة اللغة والرياضة. فيصل بن فهد كان الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيس الاتحادين العربيين للألعاب الرياضية وكرة القدم، وعضو اللجنة الاولمبية الدولية. النجاح كان طريقه عبر ثلاثين عاماً من العمل الجاد في دنيا الرياضة محلياً وعربياً واسيوياً وعالمياً، وكم كان صادقاً باستمرار في دعمه لكل الاتحادات الوطنية من دون تفرقة، وما أكثر المكافآت والهبات التي قدمها للأبطال العرب في كل المجالات. رحل الأمير فيصل 54 عاماً وهو في ذروة نجاحه بعد أيام قليلة من افتتاحه دورة الألعاب الرياضية العربية التاسعة - دورة الحسين - في عمان، وهو على وعد مع إخوانه في الأردن بالعودة إليها لحضور حفل الختام. قائمة الراحلين - ويلت تشامبرلين: أحد عظماء الرياضة وكرة السلة في التاريخ، واللاعب الوحيد الذي سجل 100 نقطة في مباراة واحدة في الدوري الاميركي لسلة المحترفين، وسجل 65 نقطة أو أكثر في مباراة واحدة في 15 مناسبة مختلفة، وتوج هدافاً للدوري عبر سبعة مواسم متتالية، وتصدر قائمة الدوري في عدد مرات المتابعة ريباوندز 11 مرة، وأختير أحسن لاعب 4 مرات، والغريب أنه لم يرتكب اخطاء كثيرة في مبارياته ولعب 1045 مباراة من دون الخروج بأخطاء شخصية. تشامبرلين يتصدر قائمة لاعبي الدوري الاميركي في عدد مرات المتابعة عبر التاريخ برصيد 23924 ويأتي ثانياً في عدد النقاط التي سجلها برصيد 31419 نقطة بعد كريم عبدالجبار، وهو توفي في 12 تشرين الأول اكتوبر 1999 بأزمة قلبية. - جو دي ماجيو: اميركي ذو أصول إيطالية، اشتهر بزواجه من نجمة السينما الشهيرة مارلين مونرو عام 1954، وانفصلا سريعاً ولكنه ظل وفياً لها وكان حريصاً على وضع الزهور على قبرها في ذكرى وفاتها لمدة 36 عاماً، وهو أحد أحسن نجوم البيسبول على مر العصور، وكان الفارس الأول للعبة في الاربعينات وعبر 13 موسماً. فاز ببطولة الدوري الاميركي 9 مرات، وسجل رقماً قياسياً بتنفيذ 56 ضربة ناجحة في موسم واحد، وزاد من قدره انه امتاز بسلوك ممتاز مع زملائه ومنافسيه والحكام، وحقق مجداً ضخماً لفريقه نيويورك يانكيس. تدهورت صحته بسبب اصابته بسرطان الرئة وتوفي عن عمر يناهز 84 عاماً. - بول ستيوارت: بعد اسابيع قليلة من فوزه الكبير ببطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة للغولف واختياره لقيادة المنتخب الاميركي في مسابقة كأس رايدر تعرض النجم الاميركي بول ستيوارت لحادث مروع في طائرته الخاصة. سقطت الطائرة التي تحمل ستيوارت وخمسة من اصدقائه على الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة بعد نفاد الوقود. وحدثت للطائرة مشكلة مفاجئة بعد اقلاعها وأدت الى فقدان الضغط داخلها، وفقد الركاب الستة، وبينهم قائد الطائرة، الوعي على الفور، وظلت في الجو لمدة 4 ساعات في انتظار مصيرها المحتوم والجمهور الاميركي في انتظار الفاجعة التي أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة. ستيوارت - 42 عاماً - اللاعب المهذب فاز بثلاثة ألقاب كبرى - 2 للولايات المتحدة والماسترز - و18 لقباً كمحترف. - بريمو نيبيولو: ايطالي تولى رئاسة الاتحاد الدولي لألعاب القوى لفترة طويلة نهض به خلالها من اتحاد بلا أموال أو أضواء الى أحد أغنى الاتحادات وانجحها في العالم، ووضع ألعاب القوى على الخارطة العالمية اعتباراً من 1983 بتنظيم بطولة العالم ثم بتخصيص جوائز مالية ضخمة للفائزين، وبات واحداً من أقوى الشخصيات الرياضية على الاطلاق. توفي نيبيولو في روما اثر ازمة قلبية في 6 تشرين الأول اكتوبر 1999 عن عمر يناهز 76 عاماً تولى خلالها رئاسة وعضوية العشرات من الاتحادات والمؤسسات الرياضية العالمية والأوروبية والايطالية. - جيني سارازين: اميركي اعتلى عرش الغولف في النصف الأول من القرن، ورحل في العام الأخير وعمره 97 عاماً، احرز 7 ألقاب في بطولات الغران سلام الولاياتالمتحدة 22 و1923 ودورة المحترفين أعوام 22 و23 و1933وبريطانيا المفتوحة 1932 والماسترز 1935 وهو الأول بين 4 لاعبين فقط احرزوا في مشوارهم كل الألقاب الاربعة الكبرى بعده بن هوغان وجاك نيكلاوس وغاري بلاير، وأضاف سارازين إليها 38 لقباً في بطولات الجائزة الكبرى، وكان عضواً في المنتخب الاميركي لكأس رايدر 6 مرات، وانضم الى قائمة المجد لنجوم الغولف عام 1974. نفذ واحدة من أروع الضربات في تاريخ اللعبة في ختام بطولة الماسترز عام 1935 وهي آخر انتصاراته الكبيرة، وكان متأخراً بفارق 3 ضربات خلف كريغ وود قبل 4 حفر فقط من النهاية، وفي الحفرة 15 التي تحتاج 5 ضربات على حلبة أوغوستا وصوب الكرة من مسافة 235 ياردة لتصل الى ياردة واحدة من الحفرة ونفذها في ضربتين وتعادل مع وود ثم هزمه في اللقاء الفاصل. - والتر بايتون: نجم كرة القدم الاميركية الأول في الاندفاع حاملاً الكرة، وقطع 16726 ياردة في مشواره الطويل عبر 13 عاماً، وهو أحد الأرقام القياسية الفريدة في دنيا الرياضة. توفي عن 45 عاماًَ بمرض نادر في الكبد وورم سرطاني في قناة المرارة، ورغم وضوح جسامة المرض وحتمية الوفاة طوال عام 1999 إلا أنه احتفظ بحيويته حتى توفي في أول تشرين الثاني نوفمبر 1999، وكان بايتون رمزاً قومياً لدى سكان مدينة شيكاغو حتى ظهر مايكل جوردان وخطف منه الاضواء، وحقق نجاحاً ساحقاً مع ناديه شيكاغو بيرز واختير مرتين كأحسن لاعب في الموسم، وسجل 275 ياردة في مباراته ضد مينيسوتا مسجلاً رقماً لم يتحطم منذ بداية الثمانينات، وأحرز اللقب مع بيرز عام 1985 للمرة الأولى في تاريخه واستحق تهنئة خاصة من جمهوره بصفته صانع النصر، وبعد عامين أعلن اعتزاله في 1987 وحجب نادي شيكاغو بيرز فانلته رقم 34 حتى الآن. - ليون ستوكيلي: سلوفيني تألق في الألعاب الاولمبية في دورات 24 و28 و1936، وأحرز ست ميداليات أولمبية بينها ذهبيتا الفردي العام والعارضة في دورة باريس 1924، وذهبية الحلق وبرونزية الفردي العام ذاته والفرق في امستردام 1928، وكان عمره 38 عاماً عندما احرز فضية الحلق في دورة برلين 1936. اشتهر في نهاية القرن بأنه اقدم الابطال الاولمبيين الباقين على قيد الحياة من الفائزين بذهبيات دورة باريس، واشتهر اكثر باحتفاظه بلياقته البدنية العالية لدرجة قدرته على ممارسة التأرجح على الحلق وعمره 98 عاماً، وكرمته اللجنة الاولمبية الدولية في دورة اتلانتا 1996 ونفذ بعض الحركات الاستعراضية أمام الجمهور. توفي في 7 تشرين الثاني نوفمبر 1999 قبل 4 أيام من احتفاله بعيد ميلاده الواحد بعد المئة وبحوزته 20 ميدالية بينها 6 أولمبية و14 في بطولة العالم. أبرز المعتزلين - الاميركي مايكل جوردان: أحسن لاعب كرة سلة في التاريخ. اختارته العشرات من الصحف والمجلات ووكالات الانباء أحسن رياضي في العالم في القرن العشرين، وتوجه قراء مجلة "سبورتس ايلو ستراند" الاميركية الذائعة الصيت أفضل رياضيي القرن قبل بطل الملاكمة محمد علي. أعلن اعتزاله الرسمي في مؤتمر صحافي عقده في صالة ناديه شيكاغو بولز مساء 13 كانون الثاني يناير 1999 بعد 6 شهور من قيادته الناجحة لناديه لإحراز بطولة الدوري الاميركي للمحترفين للمرة السادسة في تاريخه، ونظراً لاعتزاله الأول في تشرين الأول اكتوبر 1993 بعد اغتيال والده وعودته مجدداً الى الملاعب في آذار مارس 1995 أكد جوردان في هذه المرة أن اعتزاله الثاني نهائي. وعقب اعتزاله اهتز الرأي العام العالمي والاميركي بشدة إثر غياب الرجل الطائر الذي ألغى قوانين الطبيعة في الجاذبية الارضية، وكان أول لاعب كرة سلة يقفز في الهواء ويقف ومعه الكرة ويغير اتجاهاته ويصوب قبل أن تعيده الجاذبية اضطرارياً الى الأرض. مايكل جوردان هو الرجل الأغنى أيضاً في تاريخ الرياضة، وتجاوزت ثروته من ارباحه ورواتبه ودخول الاعلانات حاجز 300 مليون دولار منها 77 مليوناً في الموسم الاخير له مع شيكاغو بولز، واشارت مجلة "فورتشن" الاميركية بعد اعتزاله الى أنه ضخ للاقتصاد الاميركي خلال فترة نجاحه من 1984 الى 1998 اكثر من 10 مليارات دولار. وكان فوز نورث كارولينا ببطولة الجامعات الاميركية عام 1983 بداية ظهور جوردان على الساحة، واحتل المركز الأول بين لاعبي الجامعات المرشحين لدوري المحترفين عام 1984 واختاره نادي شيكاغو بولز في صفوفه، ووقع معه عقداً لمدة سبع سنوات مقابل ستة ملايين دولار، وقبل ارتداء قميص شيكاغو رسمياً اثبت جوردان أهليته بتألق هائل في دورة لوس انجليس الاولمبية 1984 وقاد المنتخب الاميركي لذهبية كرة السلة، ومن اليوم الأول له مع شيكاغو انفرد جوردان بالأضواء وزاد مداخيل النادي بشكل متضاعف، وفي عام 1985 أحرز 18 نقطة متتالية في سلة نيويورك نيكس، وقاد ناديه للقب البطولة للمرة الأولى في التاريخ عام 1991 وهو ما كرره خمس مرات لاحقاً أعوام 92 و93 و96 و97 و1998. توج جوردان نجماً لفريق الأحلام الذي احرز ذهبية برشلونة الاولمبية 1992، وأكمل رصيده عند 29277 نقطة في 1930 مباراة، وهو صاحب المركز الرابع في التاريخ بعد كريم عبدالجبار وويلت تشامبرلين وموزس مالون، ولكنه صاحب المركز الاول في أعلى نسبة تسجيل للنقاط في المباراة الواحدة برصيد 5،31 نقطة. - الكندي واين غريتسكي: لا يختلف اثنان على أنه افضل لاعبي هوكي الجليد على مر العصور، لكن الخلاف يدور حول احقيته بصداره الترتيب العالمي لاحسن الرياضيين في التاريخ قبل الملاكم الاميركي محمد علي كلاي ونجم كرة القدم البرازيلي بيليه وساحر كرة السلة مايكل جوردان. اتخذ غريتسكي 38 عاماً قرار اعتزاله في ربيع 1999 بعد 21 عاماً في كبرى مسابقات اللعبة للمحترفين، وحقق خلالها من الانجازات والارقام القياسية ما لم يصل اليه عشرات النجوم مجتمعين، وهو سجل 61 رقماً قياسياً في عدد المواسم والمباريات والانتصارات والبطولات والالقاب والاهداف والنقاط والتمريرات الحاسمة، وهو الوحيد الذي نال لقب الهداف عشر مرات وأحسن لاعب 9 مرات وسجل 810 اهداف، واحرز ذهبية البطولة 4 مرات وارتفع دخله الى 15 مليون دولار بعد أن كان أول لاعب يتخطى راتبه حاجز مليون دولار عام 1982. - الالمانية شتيفي غراف: "لانني لا امتلك جديداً لاحققه أو حافزاً قوياً لاسعى وراءه قررت الاعتزال"... وهكذا ودعت غراف الملاعب في منتصف آب اغسطس 1999، بعد اسابيع قليلة من فوزها المذهل بلقب رولان غاروس على حساب السويسرية مارتينا هينغز في نهائي ممتع. غراف 30 عاماً واحدة من ثلاث لاعبات حققن رباعية "الغران سلام" في عام واحد، أي البطولات الاربع الكبرى في استراليا وفرنسا وويمبلدون والولاياتالمتحدة عام 1988، ولكنها تميزت عن الاميركية مورين كونوللي والاسترالية مارغريت كورت بأنها فازت في العام ذاته بذهبية الالعاب الاولمبية في سيول. على مدار 17 عاماً أحرزت غراف 22 لقباً في بطولات الغران سلام وهي الثانية في عدد مرات الفوز بعد مرغريت كورت 24 لقباً وفازت بمئة وسبع دورات، وتصدرت التصنيف العالمي لمدة 377 اسبوعاً وهو رقم قياسي تاريخي، بينها 186 اسبوعاً متتالياً وهو انجاز غير مسبوق ايضاً. اشتهرت غراف بلقب "فراولين فورهاند" او سيدة الضربات الامامية الصاروخية، وهي جمعت اكثر من 20 مليون دولار من الارباح في عالم كرة المضرب، ونالت لقب ويمبلدون 7 مرات، ورولان غاروس 6 مراتوالولاياتالمتحدة 5 مراتواستراليا 4 مرات. - الاسترالي مايكل دوهان: كان عشاق الدراجات النارية على موعد مأسوي في سباق اسبانيا في الاسبوع الاول من أيار مايو 1999، اهتزت قلوبهم عندما سقط دوهان بطل العالم في السنوات الخمس السابقة فريسة لحادث مروع في التجارب الاولى للسباق، وعانى البطل 33 عاماً من اصابات هائلة، واجريت له اكثر من جراحة وتوقع الكثيرون نهاية حتمية لمشواره، ولكنه رفض الاعتزال واكد عودته الى الحلبات ومارس برنامجاً قاسياً للتأهيل والعلاج الطبيعي، وفشلت كل المحاولات التي بذلها دوهان للعودة الى السباقات حتى انتهى الموسم. وفي الاسبوع الاول من كانون الاول ديسمبر 1999، أعلن دوهان قراره بالاعتزال، واتخذ ثاني انجح السائقين في التاريخ قراره بعد أن فقد قدرته على السيطرة الكاملة على ذراعه اليسرى، واعتزل وفي حوزته 5 ألقاب لبطولة العالم فئة 500 سم من 1994 الى 1998 و54 فوزاً في 137 سباقاً، واتجه دوهان على الفور للعمل مديراً لفريق هوندا في بطولة العام 2000.