} استؤنف العمل في الادارات العامة في ساحل العاج. واعيد فتح مطار ابيدجان، فيما اجرى قائد الانقلاب الجنرال روبير غيي مشاورات لتشكيل حكومة تضم ممثلين عن الاحزاب السياسية كافة وعسكريين. واكد غيي ان سماحه للرئيس المخلوع هنري كونان بيدييه بالسفر، جاء نزولاً عند طلب فرنسا التي "ندين لها". وتوجه بيدييه الى نيجيريا غداة مشاورات في توغو، بدا ان هدفها استكشاف فرص استعادته الحكم. لندن، ابيدجان - "الحياة"، ا ف ب - انصرف اصحاب المتاجر والمؤسسات الى درس سبل تعويض الخسائر التي منيوا بها نتيجة تعرضهم لموجة سلب، أتت على معظم مصالحهم. لكن الخوف من المستقبل بدأ يتبدد تدريجاً، بعدما بدأ الشارع يحس خطوات عملية لاعادة الامور الى طبيعتها بشكل منظم. ولعل ابرز هذه الخطوات اعلان قائد الانقلاب الجنرال روبير غيي عزمه على تشكيل حكومة تمثل الاحزاب السياسية كافة واكتفاء العسكريين بالاحتفاظ باربعة حقائب فيها. وتزامن ذلك مع قرار فتح مطار ابيدجان الدولي والمرفأ المغلقين منذ الانقلاب يوم الجمعة الماضي. كذلك استؤنف العمل في الادارات والمؤسسات العامة، ما اعطى انطباعاً ان البلاد تجاوزت الازمة ودخلت مرحلة جديدة. لكن عودة الامور الى طبيعتها في العاصمة العاجية، لم تقنع الرئيس المخلوع هنري كونان بيدييه بالاستسلام للامر الواقع. اذ بدأ بيدييه اتصالات في عواصم افريقية عدة، لاستكشاف فرص عودته الى السلطة. وبعد توقف بضعة ساعات في توغو استرد خلالها انفاسه واطمأن الى وصول افراد عائلته والمسؤولين السابقين المقربين منه، سارع بيدييه الى التشاور مع الرئيس التوغولي غناسنغبي اياديما ثم قرر التوجه في طائرة الاخير الخاصة الى نيجيريا لاستكمال المشاورات. ورأت اوساط سياسية في ابيدجان امس ان الخطوات التي اتخذها غيي اغلقت الباب نهائياً في وجه اي عودة محتملة لبيدييه. كما ان قرار غيي تشكيل حكومة تتمثل فيها الاحزاب كافة، من شأنه ان يبعد مخاطر تعرض البلاد لعقوبات دولية وافريقية مضرة. واشارت الاوساط نفسها الى ابلاغ غيي امس ممثلي الاحزاب السياسية ان العسكر لا يعتزمون الاحتفاظ سوى بحقيبة الدفاع التي سيتولاها هو شخصياً والامن والداخلية والخارجية. وقال غيي ان "من الافضل ان يتوقف دورنا العسكريون عند هذا الحد، وفي ما يتعلق بالحقائب الاخرى فساطلب منكم تقديم المرشحين لتوليها في الساعات الثماني والاربعين المقبلة". كما طلب من ممثلي الاحزاب ال 38 ان يقترحوا اعضاء للجنة ستكون مهمتها العمل على اقتراح نصوص سليمة تنظم الحياة السياسية في البلاد. واعلن بدء عملية ضبط الحسابات في كل القطاعات الاقتصادية في البلاد مشيرا الى ان السلطات ستأخذ على عاتقها حسن ادارة الاموال العامة. وقال غيي الذي تحدث لمدة ساعة تقريبا "عندما نتأكد من نظافة الحكم والمؤسسات ومن موافقة الشعب على كل شيء، سننسحب بعد تنظيم انتخابات حرة وشفافة". وكان غيي دعا العاجيين الى تفهم قراره السماح للرئيس المخلوع بالسفر. وقال في كلمة القاها عبر التلفزيون، انه لبى طلبا في هذا الشأن تقدمت به فرنسا. وقال: "كل منا يعرف ان فرنسا دربت ثلاثة ارباع الكوادر في ساحل العاج. ونحن ندين لهذا البلد الكبير بثقافتنا وابقينا لغته لغتنا الرسمية". واضاف: "وافقت بسرور على الاقترحات التي تقدم بها سفير فرنسا في ساحل العاج من اجل الابقاء على العلاقات الممتازة بين بلدينا".