استفاقت المناطق الواقعة شمال فرنسا ومنها مدينة باريس و ضواحيها، صباح امس على حالة من الذعر نتيجة العاصفة التي اجتاحتها وأدت الى اقتلاع الاشجار والاعمدة الكهربائية وسقوط أسقف الكثير من المنازل وتطاير زجاج النوافذ وواجهات المتاجر. وتسببت العاصفة المفاجئة، الناجمة عن رياح ناهزت سرعتها 170 كيلومتراً في الساعة، ووصفت بأنها "عاصفة القرن"، بمقتل ما يزيد على 12 شخصاً وإصابة عشرات الآخرين بجروح وفقاً لحصيلة أولية. وفيما لم تتوافر بعد أي حصيلة للأضرار المادية نظراً الى اتساعها وتنوعها، أصيبت مطارات فرنسية عدة منها مطارا اورلي ورواس بالشلل نتيجة العاصفة التي بدأت في المناطق الشمالية الشرقية. وبلغت العاصفة مدينة باريس عند الساعة السابعة وخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي. كما توقفت حركة القطارات بين مختلف المناطق الفرنسية حتى اشعار آخر نتيجة الحطام والاشجار التي تراكمت على السكك الحديد. وبذهول بالغ تفقد الباريسيون شوارع أحيائهم التي غطى معظمها حطام الزجاج وألواح الصفيح والحجارة التي تساقطت من الابنية، فيما قطعت حركة السير في شوارع عدة، ومنها الشوارع الغربية من غابة بولونيا بسبب الاشجار الضخمة المقتلعة التي ارتمت فوق الشوارع والممرات محطمة الكثير من السيارات. وفي جادة الشانزيلزيه الشهيرة، اقتلعت قوة العاصفة اكشاك الصحف من أماكنها وبعض الاشجار التي زينت الشارع لمناسبة عيد الميلاد، فيما لم تصب الدواليب المعدنية الموزعة في الجادة بأي أذى، لكنها بدت في منظر كئيب وبائس. وبالكاد وجد الباريسيون الكلمات المناسبة للتعبير عما شعروا به من جراء العاصفة، فالغالبية اكدت ان خوفاً شديداً انتابها نتيجة عنف الرياح التي اجتاحت المدينة، والأصوات التي تسببت بها. وحمل هول العاصفة المتشائمين الى تداول تكهنات "العراف الشهير نوستراداموس" ونبوءاته الكارثية حول المصائب التي سترافق بداية العام الفين. وفيما انكب رجال الاطفاء على اعادة فتح الشوارع المقطوعة وسعى موظفو شركة الكهرباء الى اعادة التيار الكهربائي الذي انقطع عن حوالى 700 ألف منزل في مناطق عدة، وجهت اجهزة الاعلام الفرنسية نداءات الى المواطنين تدعوهم فيها الى الحذر وملازمة منازلهم تحسباً لعواصف جديدة.