أعلنت شركة "بالارد باور سيستمز" الكندية امس توقيع عقد مع شركة "هيونداي" الكورية الجنوبية لبيعها عدداً من خلايا الوقود المطروحة كبديل "نظيف" لتقنية الانفجار الداخلي المستخدمة في تسيير المركبات منذ نشأتها والمتهمة بتلويث الهواء بما تصدره من نواتج الاحتراق. وبموجب هذا العقد الذي تبلغ قيمته نحو 400 ألف دولار اميركي، أصبحت "هيونداي" العضو السابع بين كبار منتجي السيارات العالميين الذين أبدوا اهتماماً معلناً بتقنية خلية الوقود وهم "ديملر كرايسلر" و"فورد موتور" و"جنرال موتورز" و"هوندا" و"نيسان" و"فولكسفاغن". وقال رئيس شركة "بالارد باور" فيروز رسول في بيان ان "هيونداي" تعتزم استخدام خلايا الوقود المتعاقد عليها في اطار برنامج تقوم حالياً بتنفيذه بالتعاون مع الحكومة الكورية الجنوبية لتقويم التقنية البديلة التي تعتمد على استخدام الهيدروجين والأوكسيجين كوقود لانتاج الطاقة الكهربائية. وتعتبر "بالارد باور" أحد اللاعبين الناشطين في تطوير خلية الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء الثابتة. واكتسبت شهرة عالمية عندما عقدت تحالفاً استراتيجياً مع "ديملر بنز" و"فورد" العام الماضي لتطوير وتسويق تقنية خلية الوقود في قطاع المواصلات. وتملك الشركتان المذكورتان حصتين بنسبة 20 و15 في المئة على التوالي في الشركة الكندية. وتخطط "ديملر كرايسلر" و"فورد" لانتاج سيارات تجارية تعمل بتقنية خلية الوقود بعد سنة 2003 وهو العام التالي لبدء سريان قوانين بيئية متشددة في ولاية كاليفورنيا، حيث سيفرض على منتجي السيارات استخدام تقنيات نظيفة تماماً في ما نسبته 10 في المئة من المركبات المباعة في الولاية. الا ان باحثين متخصصين يعتقدون ان خلية الوقود تواجه تحدياً جدياً على صعيد تطبيقاتها في قطاع المواصلات، خصوصاً في ما يتعلق بنفقات الانتاج. اذ ان كلفة انتاج محرك واحد يعمل بتقنية خلية الوقود تقدر بنحو 30 ألف دولار، ما يعني ان منتجي السيارات مطالبين بخفض هذه الكلفة الى أقل من العشر كي يكون بمقدور التقنية البديلة التنافس مع المحرك الانفجاري الذي لا تزيد كلفته على ثلاثة آلاف دولار. وتواجه خلية الوقود تحدياً أكثر جدية يتعلق بحجم مكوناتها وثقلها. وعلى سبيل المثال اعترفت "ديملر كرايسلر" ان النموذج الذي انتجته في وقت سابق من السنة الجارية تحت اسم "نكار - 4" واعتبرته اختراقاً مهماً في تطبيقات التقنيات البديلة التي تستخدم الهيدروجين السائل كوقود رئيسي، يزيد على وزن سيارة مماثلة تعمل بالمحرك التقليدي بنحو 500 كيلوغرام. وكشف نموذج "ديملر كرايسلر" ايضاً عن قصور مهم يضاف الى عاملي الكلفة والوزن، اذ على رغم ان النموذج الذي يحاكي الطراز "A" لسيارة "مرسيدس بنز" قادر على السير بسرعة 145 كيلومتراً بالساعة وقطع مسافة 450 كيلومتراً في الرحلة الواحدة، الا ان طبيعة الهيدروجين السائل الذي يتطلب درجات برودة منخفضة جداً تجعل عملية التزود بالوقود مكلفة وغير عملية. لكن مدير برنامج خلية الوقود لدى "ديملر كرايسلر" فرديناند بانك قال ان التقنية البديلة لم تعد تستمد دوافعها من الاعتبارات التكنولوجية والبيئية فحسب، بل أصبحت عاملاً تنافسياً وفرصة اقتصادية لا تستطيع شركات صناعة السيارات تجاهلها، من دون المخاطرة بفرص نجاحها في المستقبل. واضاف "ان محدودية المصادر النفطية وتزايد الطلب على النفط سيجعلان الوقود البديل حاجة ملحة بحلول 2020 في أبعد تقدير".