اعلن الرئيس بيل كلينتون اتفاق الجانبين السوري والاسرائيلي على متابعة مفاوضاتهما في منطقة واشنطن ابتداء من الثالث من كانون الثاني يناير المقبل وعلى نفس المستوى. وقال الرئيس الاميركي في كلمة قصيرة القاها مساء اول من امس الخميس في حديقة الورود وهو محاط الى يمينه برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والى يساره بوزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع بعد انتهائهما من يومين من المفاوضات تحت رعاية الولاياتالمتحدة، ان سورية واسرائيل اتخذتا خلال "الساعات ال48 الماضية خطوات حاسمة في الطريق الى السلام". وأضاف قائلاً: "ان الطريق ستكون صعبة ولكن، بشجاعة ومثابرة الطرفين، ستكون النتائج مكافأة لشعب اسرائيل ولشعب سورية". وذكر كلينتون ان الشرع وباراك كليهما اكدا له ولوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت عزمهما على بذل كل الجهود للتوصل الى السلام بين اسرائيل وسورية كجزء من سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط على اساس قراري مجلس الأمن الرقم 242 و338 وعلى مرجعية مؤتمر مدريد. وكشف ان الجانبين طلبا من الولاياتالمتحدة المشاركة في المفاوضات المقبلة "واتفقا على اتخاذ خطوات للتأكد من ان هذه المفاوضات ستتم في اجواء مثمرة وايجابية". وقال: "اننا نشهد بداية جديدة في الجهود لتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط. ومع بدء المفاوضات السورية - الاسرائيلية بداية جيدة، وتوقع عودة المفاوضات الاسرائيلية - اللبنانية قريباً، ومضي المسار الفسطيني قدماً، يمكننا ان نضع نظرنا على شرق اوسط جديد ومختلف". وكرر القول بأن الطريق ستكون صعبة "خصوصاً وانه لم يحصل اي شيء خلال الساعات ال48 الاخيرة يدفعنا الى الاعتقاد بالعكس. لكن الطرفين ماضيان على هذا الطريق واتفقا على عدم التطلع الى الوراء من اجل اجيالنا والأجيال المقبلة". وختم كلينتون قائلاً: "أريد من اسرائيل وسورية ان تعرفا ان في استطاعتهما الاعتماد على الولاياتالمتحدة في كل خطوة على الطريق". وتحدثت الوزيرة اولبرايت في مؤتمر صحافي عقدته بعد انتهاء المفاوضات عن اجواء لقاءات بلير هاوس ووصفتها بأنها كانت "جدية للغاية وبناءة" وان الطرفين اظهرا رغبة في التوصل الى اتفاق، "علماً ان هناك عملاً كبيراً ينتظرنا" عندما نستأنف المفاوضات على نفس المستوى في كانون الثاني المقبل في مكان ما بالقرب من واشنطن يكون منعزلاً بعيداً عن الاضواء وقريباً لكي يتمكن الرئيس كلينتون من الانتقال اليه بسرعة. وقالت اولبرايت ان الوزير الشرع ورئيس الوزراء باراك كليهما تحدثا بعاطفة عن السلام وأهميته لشعبيهما "وتحدثا بعضهما عن بعض كشركاء وجيران". وقالت ان الادارة ستعمل على التحضير للاجتماعات المقبلة، "وسنبقى على اتصال وثيق" مع الاطراف لترتيب اجراءات التفاوض حول القضايا الاساسية وهي الانسحاب والأمن المتبادل ومضمون السلام والجدول الزمني. ورفضت أولبرايت محاولة التكهن بالمدة الزمنية التي سيقضيها المفاوضون الشهر المقبل في المفاوضات. وكان واضحاً من كلام اولبرايت ان الوضع في جنوبلبنان كان في اذهان المتفاوضين. ودعت الوزيرة الاميركية الى خفض التصعيد وضبط النفس من جانب كل الاطراف لوقف العنف هناك وقالت ان المفاوضات يوم الخميس تناولت البحث في ضرورة ضبط النفس لمنع اعداء السلام من عرقلة اي شيء. وشددت على ضرورة اعتماد تدابير لبناء الثقة بين الاطراف في الشرق الاوسط. وقالت انها لاحظت لدى الطرفين شعوراً بأن ما يقومان به هو عمل تاريخي قد يبدل ليس علاقاتهما وحسب، بل الشرق الأوسط ككل. وسئلت اولبرايت عن الانباء بأن الجانب الاسرائيلي طلب من الجانب السوري ضبط حزب الله فأجابت ان المحادثات تناولت "مشاكل الارهاب" بشكل عام و"تحدثنا عن ضرورة ضبط القوى التي تولد النشاطات الارهابية". وقالت ان الجانبين يعرفان اهمية ان لا تؤدي "النشاطات الارهابية" الى عرقلة عملية السلام. ويخصوص استئناف المفاوضات على المسار اللبناني قالت اولبرايت: "ان المسار اللبناني مهم بالنسبة الينا، فهناك حاجة الى السلام الشامل". وتحدثت عن اهمية المسار الفلسطيني وضرورة استمراره وقالت ان باراك شدد على ضرورة تطور كل المسارات حسب ديناميكيتها وان لا يكون اي مسار على حساب الآخر "وبالتالي فالمطلوب تحريك المسار اللبناني". وأكدت ان الوزير الشرع يمثل الرئيس حافظ الأسد ويتمتع بثقته، وان الرئيس السوري على رغم عدم مشاركته جزء أساسي من المفاوضات سواء حضر ام لم يحضر "واعتقد بأنه في مرحلة ما سيحضر. وليس لديّ اي شك بأن وزير الخارجية الشرع يتحدث بالنيابة عن الرئيس الأسد".