تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نسخة من قصة «وأصبحت علماً أخضر» - وهي قصة مشوقة للأطفال عن توحيد السعودية - تم إصدارها مع اقتراب تاريخ اليوم الوطني. وقدمت طبعة فاخرة ومميزة لخادم الحرمين الشريفين الذي بارك انطلاقة العمل لطرح النسخ تزامناً مع اليوم الوطني للمملكة، وذلك دعماً لثقافة الطفل وغرس روح الوطنية في نفوسهم. وتحكي القصة التي ألفتها الكاتبة مشاعل بنت خالد النويصر بأسلوب مشوق، لمحات من قصة توحيد كيان البلاد، وضمّنتها ومضات من حياة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وكانت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة سعفة الخير الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد قد طرحت فكرة القصة قبل أكثر من عام، كما وفّرت بعض المراجع والصور المحفوظة في أرشيف المؤسسة للاعتماد عليها في إعداد الكتاب، وبعدها تولت مشاعل النويصر كتابة النص، وعملت على تحريره المختصة في اللغة وأدب الأطفال الدكتورة نجود بنت مساعد السديري، مع رسوم معبرة، وإخراج مبدع. وتعد قصة «وأصبحت علماً أخضر» من القصص التي بذل فيها مجهود احترافي في إعدادها وتنفيذها، بدءاً من اللغة العربية السهلة والمسجوعة المناسبة لجميع الأعمار، التي تُذكّر بقصص ألف ليلة وليلة، لاسيما أن راوي القصة هو العلم السعودي، مما أضفى عليها روحاً محببة للأطفال عند قراءتها أو سماعها. وبما أن القصة تجسد حب الوطن، خصوصاً أن العلم بما يحمله من عبارة التوحيد يمثل رمزاً وطنياً يستشعر منه الأطفال معاني الوطنية والفخر بهذه البلاد، وباعتبار أن راية التوحيد كانت رفيقة للملك عبدالعزيز منذ طفولته، ولازمته في حله وترحاله وفي سلمه وحربه وجميع فتوحاته حتى أصبح ملكاً للوطن. وحوت القصة أكثر من 20 صورة موثقة بالتاريخ والمكان والحدث للملك عبدالعزيز ليكون الإصدار إسهاماً أولياً من نوعه في إبراز جانب من تاريخ السعودية في شكل ومضمون حديث يتلاءم مع ذائقة وعقلية الطفل في وقتنا الحاضر، كما حملت رسومات مستوحاة من الصور المحفوظة الموثقة لتاريخ المملكة، إذ اجتهد رسام الديجيتال عبدالله بوقس في تصور هيئة «المؤسس» في طفولته، خصوصاً أنه لا توجد صور فوتوغرافية له في سني حياته المبكرة. من جهتها، قالت المشرفة على الإصدار ثريا بترجي إن القصة تعد الأولى في سلسلة «رموز سعودية» ستتوالى الإصدارات بوتيرة سنوية مع شخصيات سعودية رائدة كان لها دور في تأسيس ونهضة الوطن، وتشرف عليها لجنة مكونة من مجموعة من المختصات قمن باختيار النص وتدقيقه ودرسه، للتأكد من اكتماله من جميع الجوانب اللغوية والتربوية والتاريخية والفنية، إضافة إلى الإشراف على الرسومات والإخراج والطباعة. يذكر أن في ثنايا القصة يروي (العلم) للقارئ فيقول: «إلى الكويت ارتحلنا، ومن هناك ابتدأنا... بسم الله، حملني ذلك الطفل الصغير، وحمل معي الهمّ المرير، ليل، نهار يفكر بأهله، وذلك الحلم الكبير، لم يُنسه الهمّ والعناء أن يحفظني بوفاء، كنت له أعزّ صديق، أشعر بشوقه لأرضه يشتعل في قلبه كالحريق، معه السيف والفرس، هما له الجند والحرس». ويستمر الراوي في قصة الملك المؤسس: «سبحان مغير الأحوال، تحققت الآمال، بعزيمة الرجال. بدأ سلطاناً لنجد وملحقاتها، ثم تلاحق الإنجاز فأصبح سلطاناً لنجد والحجاز. ثم توحد لأرضه المسمى وعلا اسمها في البرية، فأصبحت الجزيرة (المملكة العربية السعودية)»، وكان ذلك في 21 من شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 أيلول (سبتمبر) 1932. ويختم العلم القصة: «صار صديقي المليك المفدّى، واسمه للمحيط تعدى. أوصى أولاده بي، وأن سيروا على الخُطى، ووحّدوا الرُّؤى، ولا تتساهلوا في الدين، وكونوا مع الشعب متكاتفين، قدوتكم خير الخلق أجمعين، محمد صلى الله عليه وسلم سيد الثقلين».