بنما سيتي - رويترز - بدأت الولاياتالمتحدة امس توديع قناة بنما الوداع الاخير وجود دام قرناً، عندما وضع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر اكليلاً من الزهر في مقبرة عسكرية اميركية على ضفاف القناة. ويقوم كارتر، الذي وقع في 1977 على معاهدات انهاء السيطرة الاميركية على المجرى المائي الرئيسي، ظهر 31 كانون الاول ديسمبر الجاري بتكريم ذكرى خمسة الاف اميركي ضحوا بارواحهم لشق قناة بنما والدفاع عنها. لكن اذ تعزف في بوق مقطع "تابس" الموسيقي الوداعي ويصبح دور الولاياتالمتحدة في بنما في عداد التاريخ، يعرب كثيرون في بنما عن أسفهم لغياب الرئيس الاميركي بيل كلينتون عن أهم لحظة في تاريخهم. وقال الرئيس البنمي ميريا موسكوسو للصحافيين بعد استقباله ملك اسبانيا خوان كارلوس في مطار بنما سيتي الدولي اول من امس "نشعر بالاسف لعدم حضور الرئيس كلينتون لمثل هذا الحدث الفريد والتاريخي بالنسبة لبنماوالولاياتالمتحدة". وافادت مصادر مطلعة في واشنطن ان الاتفاق على اعادة قناة بنما أضر الديموقراطيين سياسياً في انتخابات الرئاسة عام 1980، ولذا يبتعد كلينتون عن الصورة كي لا يضر بحملة نائبه ال غور الانتخابية السنة المقبلة. وكان من المقرر ان يبعث كلينتون وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت لتمثيل واشنطن، الاّ انها اختارت البقاء في العاصمة الاميركية لحضور محادثات السلام السورية الاسرائيلية المقرر ان تبدأ اليوم بدلاً من حضور مراسم تسليم قناة بنما. وسيمثل الولاياتالمتحدة في المراسم ديبلوماسيون امريكيون على أرفع مستوى ووزراء واعضاء من الكونغرس بالاضافة الى كارتر. واثار غياب اولبرايت انتقادات بان الولاياتالمتحدة لم ترتفع الى مستوى الحدث، لكن السفارة الاميركية دافعت عن مستوى التمثيل. وقال خواو ايسكودي الناطق باسم السفارة "انه وفد على أعلى مستوى، يضم ممثلين تشريعيين وتنفيذيين، والرجل الذي ساعد على اعادة القناة. ولا يمكن ان يكون هناك وفد اكبر من ذلك". واستقبل كارتر رئيس الوفد الاميركي عند وصوله اول من امس استقبالاً بسيطاً على عكس الاستقبال الرسمي الذي ينظم لرؤساء الدول، مثل الرئيس المكسيكي ارنستو زيديو والكولومبي اندريس باسترانا والملك خوان كارلوس الذين سيحضرون المراسم. وبعد المراسم التي جرت في الصباح تحت النخيل عند مقبرة كوروزال، في المنطقة الواقعة سابقاً تحت السيطرة الاميركية عند القناة، انضم كارتر الى بقية كبار الشخصيات ورؤساء الدول عند هويس ميرافلورس لحضور مراسم التسليم الرسمية. وكان من المقرر ان يلقي كارتر وموسكوسو كلمتين قبل ازاحة الستار عن لوحة تذكارية.