ترقب منقطع النظير يسود الأوساط السياسية والشعبية والحزبية والعسكرية الإسرائيلية، لما ستتمخض عنه "القمة" السورية - الاسرائيلية - الاميركية يوم الاربعاء المقبل في وقت بدا رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك واثقاً من الحصول على تأييد الغالبية في البرلمان الكنيست أثناء التصويت على استئناف المفاوضات مع سورية اليوم الاثنين. ورجحت مصادر اسرائيلية أن يحظى قرار استئناف المفاوضات بتأييد غالبية وإن كانت غير كبيرة في الكنيست الاسرائيلية، إذ تشير نتائج استطلاعات للرأي الى معارضة جميع نواب حزب ليكود اليميني في الكنيست وكذلك حزب "المفدال" وبعض أعضاء حزب شاس الديني. ويعتقد أن 17 من أصل 23 وزيراً في الحكومة يؤيدون استئناف المفاوضات وما يترتب عليها من انسحاب عسكري كامل من الاراضي السورية التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967 مقابل ترتيبات أمنية وتطبيع كامل للعلاقات بين الجانبين. وبدا التلهف إلى ابرام معاهدة سلام مع سورية واضحاً في الصحف، إذ احتل ما يتناول منها هذا الموضوع معظم صفحاتها. فقد شبه الكاتب المعروف حيمي شيلف عودة سورية الى مائدة المفاوضات بلعبة "الدومينو"، مشيراً إلى أن سقوط "الحجر السوري" سيتبعه فوراً سقوط "أحجار" الدول الخليجية ودول شمال افريقيا. وأضاف شيلف انه في حال إبرام اتفاق سلام مع سورية فإن "الحلم الصهيوني يكون قد تحقق... ولا يعود الاسرائيليون شعباً معزولاً". وفيما قرر "مجلس المستوطنات اليهودية" في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان التنسيق في ما بينهم وتصعيد حملتهم الاعلامية لمناهضة نية باراك الانسحاب من الجولان السوري، بعث ممثلو بعض المستوطنات اليهودية في الجولان الذين يشكل اليهود المهاجرون الروس غالبيتهم، برسائل تأييد الى رئيس حكومتهم يعلنون فيها تأييدهم لاستئناف المفاوضات مع سورية. ودعا وزير الزراعة الاسرائيلي حاييم اورون ميرتس الى بذل الجهود لتوفير "أراض بديلة" للمستوطنين اليهود المقيمين في الجولان في منطقتي الجليل والنقب فور اخلائهم الهضبة. وقال أورون في مقابلة اذاعية انه يجب عدم تكرار "معاناة" المستوطنين عندما تم اخلاؤهم من مستوطنة "ياميت" في سيناء المصرية كما يجب العمل على "نقل بلدات وقرى بأكملها الى أماكن أخرى بدل التعويضات". ونقل عن مصادر قريبة من باراك قولها إن الأخير يعد من وراء الكواليس لعملية الاستفتاء الشعبي التي ستجرى قبيل التوقيع على الاتفاق. واضافت ان باراك يعتمد بشكل أساسي على اصوات اليهود الروس الذين رجحوا هم أيضاً كفته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وأعلن وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين أن السؤال الذي سيطرح في الاستفتاء سيكون: هل تؤيد أو تعارض الاتفاق الذي تم التوصل اليه. وقالت مصادر قريبة من حزب ليكود اليميني المعارض أنها ستقف بشدة ضد أي سؤال يربط بين انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان والانسحاب من الجولان. وفي هذه الاثناء أرجأ باراك عقد اجتماع المجلس الوزاري الأسبوعي الذي كان مقرراً أمس الأحد بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به. وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية أن باراك سيترأس اليوم الاثنين جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الذي أعرب اعضاؤه عن غضبهم لعدم اعلامهم بتطورات الوضع على المسار السوري. أما على المستوى العسكري فقالت مصادر رسمية اسرائيلية إن قيادة أركان الجيش الاسرائيلي عقدت سلسلة من الاجتماعات بهدف بلورة موقف يقدم إلى باراك بصفته وزيراً للدفاع. وقالت مصادر صحافية إسرائيلية إن جهات عسكرية عدة أعربت عن خشيتها من أن يعمد "حزب الله" اللبناني إلى تصعيد الوضع الأمني في جنوبلبنان خلال الفترة ذاتها. راجع ص 3