أقيم في العاصمة البريطانية قبل أيام معرض لندن الأول للكتاب في حقول العلوم الانسانية والتراثية والاجتماعية والمعارف الاسلامية تحت رعاية مؤسسة "بوك اكسترا العالمية" وبإشراف المركز الاسلامي في انكلترا. وشاركت في حفل الافتتاح الخاص مجموعة من الباحثين والمختصين وممثلي دور نشر بريطانية وأخرى من لبنان والمملكة العربية السعودية وباكستان والهند وايران والكويت والأردن والامارات العربية المتحدة وسورية ومصر. وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم افتتح الدكتور إقبال أساريا من المركز الاسلامي في هارو الحفل مؤكداً على أهمية ردم الهوة في معلومات الباحثين الغربيين عن الاسلام. وقال ان افكاراً من قبيل تلك التي نظّر لها فوكوياما في كتابه "نهاية التأريخ" يراد لها ان تُروّج إذ أنه يدعي ان الغرب اكتشف اسلوب الحياة المثلى وانه يجب على كل الناس اتباع هذا الأسلوب. وفي المقابل طرح السيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية نظرية حوار الحضارات التي لاقت صدى كبيراً جداً في الأوساط الفكرية والسياسية العالمية. وأضاف أساريا يقول: "في اوروبا اليوم ما يزيد عن 12 مليون مسلم يحملون معتقداتهم وثقافتهم الا انهم يتأثرون ايضاً ويأخذون الأفكار والتقاليد من المجتمع الغربي. وفي زمن تدفق المعلومات وتداعيات الآثار الجانبية للعولمة يجب ايجاد حالة من التكافؤ والتوازن الحضاري". ثم كانت كلمة اللورد أحمد من مجلس اللوردات البريطاني، وأشار فيها الى أهمية هذا المعرض للمسلمين البريطانيين. وقال: "أريد ان أرى المسلمين البريطانيين وقد أصبحوا مؤلفين وكتّاباً كما أود أن يزداد اهتمام البريطانيين والاوروبيين بقراءة التراث والأدب الاسلامي والكتاب الاسلامي لفهم الاسلام واستيعابه بدلاً من انتقاده". وأضاف: "ونحن على أبواب الألفية الجديدة الثالثة، فاننا نعيش العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية ولم تعد مفردات من أمثال الأسرة الدولية والجوار العالمي مفردات خيالية، بل حقيقة معاشة. وبناءً على ذلك فان الحوار بين الثقافات والأديان والحضارات الذي طالما سمعنا به يأخذ أهمية جوهرية ويبعث على التفاؤل ايضاً. واننا جميعاً بحاجة لتبادل معارفنا وتجاربنا لتتشارك ثقافاتنا وقيمنا". وفي ختام كلمته ثمّن اللورد أحمد اختيار بريطانيا لاقامة هذا المعرض بأمل أن يجذب العلماء والأدباء والمفكرين من الطراز الأول، وكذلك جهود الشيخ محسن الأراكي مؤسس المركز الاسلامي في انكلترا على مساهمته وجهوده الكبيرة خلال السنوات الماضية لاثراء الحياة الروحية والأدبية والثقافية للمسلمين في بريطانيا. بعد ذلك تحدث الاستاذ حسن بشير مدير المعرض الذي رحب بالضيوف والمتحدثين وأعرب عن سعادته لاستضافة هذا الحشد الكبير من دور النشر ومراكز الثقافة من أنحاء العالم. وذكر بعض أهداف المعرض التي منها: - ايجاد علاقة بين هذا المعرض والمعارض العالمية الأخرى للكتب. - توسيع مدى الاتصالات للتعبير عن الأفكار والمشاركة في تبادل الرؤى. - تبادل العلوم والمعارف والأفكار بين الشرق والغرب. - حشد الناشرين والمنتجين في الحقل الثقافي لتأسيس اتصالات وعلاقات جديدة وايجاد حالة من المشاركة والعلاقات من خلال حركة النشر العالمية. وأكد بشير على الهدف الآخر للمعرض وهو تسهيل عملية الحوار بين الاسلام والغرب والمشاركة وتبادل المعارف والأفكار النافعة للطرفين، وكذلك تسهيل مهمة الحوار الصعب بين الثقافات المتعددة والحضارات لتنسجم وتتوافق مع الألفية الجديدة. وأعلن مدير المعرض بأنه سوف تشكل ثلاث لجان من علماء ومفكرين من أماكن مختلفة لمنح ثلاث جوائز للكتاب السنوي باللغة الانكليزية في الحقول التالية: 1 - حوار الحضارات والأديان. 2- الفكر والتراث الاسلامي. 3- الأبحاث التي تساهم في تنمية البلدان الاسلامية. أما المشروع الآخر فهو جائزة مشابهة تمنح الى أفضل كتاب عن الدراسات الاسلامية وُضع في العقد الأخير من الألفية الثانية. وفي ختام كلمته أكد بشير بأن معارض "بوك اكسترا" القادمة ستكون في اسبانيا والسويد. بعد ذلك ألقى مؤسس ديوان الكوفة في لندن البروفيسور محمد مكية كلمة تطرّق فيها الى الآية القرآنية الشريفة في سورة العلق: إقرأ باسم ربك الذي خلق.. التي جاءت في صيغة الأمر منه تعالى بالقراءة، وكيف قامت على هذه الكلمة كبريات المكتبات الاسلامية، "دار الحكمة" في بغداد و"الفاطمية" في مصر. وأكد ان كنوز ومتعة الكتب هما ارث العالم كله "اننا نعيش هذه الأيام ذكرى مرور ألف عام على إقامة أول معرض للكتاب في العالم، ولم يكن عجيباً ان يكون الكتاب السماوي وهو القرآن المصدر الملهم ومعدن المعرفة وفحواها والأساس والكتاب أحد مصادر التشريع في الاسلام، الى جانب السنة والعقل". واختتم مكية كلمته بالاشارة الى أهمية المعرض ومغزاه الكبير في التوقيت والموقع "انها لندن عاصمة الثقافات تعطي وتأخذ". وأضاف: "لقد قرأت هنا عن الفن والثقافة الاسلامية أكثر مما قرأت في وطني والاحتفال بكتبنا هنا أكثر مما عندنا ويجب تدارك هذا التخلف". آخر المتحدثين كان الدكتور هوارد استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة أدنبرة، والذي أعرب عن إعجابه ودهشته للأمر القرآني بالقراءة وانها "كلمة الله التي أوحاها لنبيه الكريم"، وان الحث على طلب العلم والمعرفة جاء في الاسلام حتى ولو كان العلم في الصين. وتحدث هوارد عن تطوير الفلسفة الارسطية بواسطة علماء كبار من أمثال ابن سينا والغزالي وابن رشد. وقال ان الفلسفة نمت وترعرعت بواسطة هؤلاء، وان الغرب الذي فقد وأضاع هذه الثقافة وجدها فجأة، وبدأ باستعادة ما خسره وكل ذلك بفضل الثقافة الاسلامية. وفي ختام حديثه حثّ هوارد على ثورة في الترجمة لكتب الاسلام الى اللغات الأوروبية "لنعلم أكثر عن عظمة الثقافة الاسلامية". للاستفسار حول جوائز الكتاب السنوي باللغة الانكليزية يرجى الاتصال بالعنوان التالي: P.O. Box 12519 London W9 12A, UK. Fax: 0044 171-604 4921