قال المتحدث باسم الخارجية التركية سرمد اطاجانلي ل"الحياة" ان قبولاً مشروطاً لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لن يكون مطابقاً لتوقعات انقرة، كما أنه لن يحقق المساواة في المعاملة بين تركيا وبقية الدول المرشحة للعضوية. إلا أنه استدرك قائلاً "علينا ان ننظر الى الموضوع بتفاؤل"، ورفض الحديث عما سيكون موقف أنقرة في حال وافق الاتحاد الأوروبي على طلب ترشيحها بشروط، وقال ان الحديث عن ذلك من شأنه ان يعكر صفو جوّ المحادثات التي ستبدأ اليوم في هلسنكي. وتتطلع انقرة بتفاؤل حذر هذه المرة الى نتائج القمة الأوروبية لأنها لا تريد أن تصاب بخيبة أمل كبيرة مجدداً مثل ما حدث مراراً. وعبر وزير الخارجية اسماعيل جيم عن هذا الموقف قائلاً: "لست متفائلاً ولست متشائماً، اذا وافق الاتحاد على طلب تركيا كان خيراً وان رفضه فإن ذلك لن يكون نهاية العالم". وعلى رغم هذه التصريحات المتحفظة فإن الجو السياسي في انقرة شبه متأكد من قبول الاتحاد الأوروبي طلب انقرة لتكون المرشح رقم 13 للاتحاد. ويشير المسؤولون الأتراك الى وجوب صياغة بيان القمة بدقة متناهية لا تزعج انقرة أو اثينا. ويأملون في أن لا يذيّل البيان بشروط أو عبارات سياسية تربط بين الترشيح والمسألة القبرصية أو احالة الخلافات بين انقرة وأثينا حول بحر ايجه الى محكمة العدل الدولية. وأشارت مصادر مطلعة الى أن انقرة قد تبدي بعض المرونة في هذه القضايا ولكن بعد موافقة اليونان على ترشيحها، إلا أنها في المقابل تنوي الاحتفاظ لنفسها بأوراق مساومة مستقبلاً للمراهنة على العضوية الكاملة ومن أهم هذه الأوراق قضية اعدام أوجلان الذي أشار زعيم حزب الحركة القومية دولت بقجلي الى ان ملف اعدامه لن يصل الى البرلمان قبل سنتين أو ثلاث، مما يعني أن انقرة ستعود الى المساومة عليه في المستقبل. وفي المقابل فإن معارضي انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي من الأتراك يؤكدون ان قبول ترشيح تركيا لا يتجاوز كونه فخاً تنصبه اثينالأنقرة. ويشيرون الى أن اثينا ستكون المستفيد الأول من ذلك لأنها ستقبض ثمنه غالياً من الاتحاد الأوروبي الذي اشترطت عليه ضمها الى اتحاد تداول العملة الأوروبية اليورو، ومن تركيا لاحقاً في ما يتعلق بالخلافات بينهما. ويؤكد هؤلاء ان ترشيح تركيا لن يمنع الاتحاد من قبول قبرص عضواً في الاتحاد قبل حل الخلاف السياسي على الجزيرة. وهذا ما تخشاه انقرة لأن ذلك يعني في حال حدوثه ان تركيا ستجد نفسها أمام الاتحاد الأوروبي كاملاً طرفاً في النزاع، وسيصبح الجيش التركي عندها محتلاً ليس للشطر الشمالي من قبرص، بل لأرض أوروبية. ويؤكدون ايضاً ان قبرص التي هي بالطبع اقرب الى العضوية التامة من تركيا ستشكل مع اليونان عقبة لا يمكن تجاوزها، ويشيرون الى تصريحات وزراء خارجية سبع من الدول الأعضاء الذين أعربوا عن اعتقادهم بأن تركيا ان كسبت معركة الترشيح لن تصبح أبداً عضواً في الاتحاد الأوروبي.