بعد أن كانت شيئاً لا يعرفه إلا المسافرون دخلت الشيشة العاصمة العمانية مسقط من أوسع الأبواب إذ أصبحت الموضة التي يتزاحم الشباب من الجنسين على الالتحاق بركابها. وقد ظلت الشيشة محرمة على المقاهي والمطاعم، إلا أن الخيمة الرمضانية اللبنانية التي احضرت الشيشة الى ارجائها منذ عامين أوجدت مفترقاً مهماً في وجود تقليد جديد يتعلق بالمقاهي المسقطية التي دخلت المجال هي بقوة رغم القيود على ذلك. وفي رمضان العام الماضي اقامت بلدية مسقط خيمة خاصة على غرار الخيمة اللبنانية تقدم فيها الشيشة في ليلة رمضانية حافلة بالغناء والطرب والألعاب الأمر الذي ظنت المقاهي معه ان الشيشة ستكون ضمن قوائمها المفضلة وتشكل دخلاً مربحاً الا انها فوجئت بقرار يمنع تقديم الشيشة في المقاهي الأمر الذي شكل ضغطاً على أصحاب المقاهي الذين اشتروا عددهم وعدتهم. وبعد ان أعلنت البلدية ان هناك غرامة ستفرض على المقاهي التي ستقدم الشيشة حددت بخمسين ريالاً عمانياً الريال 3.8 دولار بادرت المقاهي بتقديم الشيشة الى الزبون وتقديم الغرامة الى البلدية التي وجدت دخلاً محترماً خصوصاً مع تزايد عدد المقاهي التي تقدمها وتدرس حالياً رفع الغرامة الى مئة ريال. يذكر أنه في الفترة التي غابت الشيشة فيها عن المقاهي لوحظ ان الشباب يحملون عدتهم في سياراتهم لاقتناص أية فرصة لتدخين الشيشة على الشواطئ أو أماكن التجمعات الخلوية. وقبل عام 1970 لم يكن أحد يرضى بتدخين الشيشة خصوصاً بين رجال القبائل التي ترى في ذلك انحطاطاً الى الدرجات الدنيا من المجتمع، بينما حالياً يجلس الجنسان لارتشاف الدخان الذي تتلقاه فضاءات مسقط بمشاعر متناقضة.