استضافت مدارس الرياض الأهلية للبنات حفلة أقامتها ادارة الاشراف التربوي في منطقة الرياض بمناسبة اليوم العالمي للمعلمة، بمشاركة مكاتبها الفرعية الموزعة في الرياض، وحضر الحفلة أكثر من ثلاثمئة من مسؤولات التربية والتعليم وأكثر من مئتي معلمة من مدارس الرياض الحكومية والأهلية، وعدد من الطالبات المتفوقات في السنة الماضية. وجاءت كلمة الدكتور علي المرشد، الرئيس العام لتعليم البنات في المملكة، تقديراً من رئاسة تعليم البنات لمهنة التعليم واعترافاً بفضل المعلم، قدمتها نيابة عنه الدكتورة موضي النعيم، الوكيل المساعد للاشراف التربوي. وشكر المرشد المعلمات وذكرهن بمسؤوليتهن نحو دينهن وبلدهن ومجتمعهن، ونحو فلذات الأكباد: "وليكن هدف المعلمين والمعلمات تربية الأجيال وتعليمها على أسس صحيحة وقيم أصيلة لكي تسهم بدور فاعل في المستقبل". وجاءت كلمة الأستاذة موضي العذل، مديرة ادارة الاشراف التربوي في منطقة الرياض، مؤكدة لدور المعلمة وقيمتها: "اننا إذ نشارك العالم كله هذا التكريم والتقدير لنقدم لك القليل من كثير تستحقينه، ولكن مما يهون الأمر شعورنا أنك وبحكم موقعك ودورك التعليمي والتربوي والانساني أكبر من كل الاحتفالات وأسمى من كل الشعارات وأنبل من كل الهتافات". وفي لوحة تعبيرية كتبت فكرتها وأخرجتها الأستاذة منيرة الحسون، مساعدة مديرة مدارس الرياض والروضة والمشرفة العامة على الأنشطة، وأدتها طالبات مدارس الرياض على مسرح المدرسة عرض من خلالها شعار اليوم العالمي للمعلم في مجسم يتحرك على أرض المسرح تتبعه تلميذات من المرحلة الابتدائية تحمل كل واحدة منهن حرفاً من كلمة المعلم مكتوباً بمادة لماعة وملونة، وعند مرور كل حرف تلقي طالبة بيتاً من الشعر وتنشده أخرى وهي أبيات من إعداد واختيار نورة الغذامي، مشرفة اللغة العربية في مدارس الرياض الأهلية. وقد تميزت الطالبات بجودة القائهن وفصاحة قراءتهن، ومما اختارته الغذامي هذان البيتان: "مثل الجبال الراسخات أصولا اللاثمات فم السما تقبيلا كن كالمعلم في سماحة خلقه من كالمعلم حاملاً قنديلا" ومن مشاركات المكاتب الفرعية التابعة لادارة الاشراف قصيدة كتبتها وألقتها الاستاذة هيا السمهري، مساعدة مديرة مكتب الاشراف التربوي في جنوبالرياض، عبرت فيها عن قيمة وفضل العلم والمعلمة، تلاها مشهد تمثيلي مؤثر عنوانه "وفاء وتقدير" أعدته الأستاذة سمر الشلهوب من ادارة الاشراف التربوي بمشاركة الاستاذ هشام حسن، معلم اللغة العربية في مدارس الرياض للبنين، مثلته طالبات من مدارس الرواد تعبر فكرة المشهد عن مُسنة مريضة جاءت الى عيادة خاصة تشرف عليها طبيبة، وبعد فحصها للمريضة لم تأخذ منها قيمة فحصها لأنها اكتشفت أن تلك المريضة معلمتها التي درستها مادة الانشاء الأدبي عندما كانت في المرحلة الثانوية، وكانت قد أعطتها موضوعاً عن الأماني والطموحات الخاصة، وعندما كتبت الطالبة عن أمنيتها بأن تكون طبيبة في المستقبل شجعتها معلمتها تشجيعاً بالغاً وكتبت لها في حاشية دفترها "حقق الله لك أمنيتك وشكر مساعيك واظبي". رافقت المشهد قصيدة مغناة بصوت مجموعة من الطالبات عن فضل المعلمة وتوسطت المسرح عبارات عُرضت عبر شاشة ضوئية تتغير كل حين كتبتها طالبات الى معلماتهن وفاءً وتقديراً لهن. وألقت الأستاذة منيرة الحمد، مدرسة الثانوية 20 في الرياض، قصيدة عامية بعنوان "بطاقة معلمة" تحدثت فيها عن معاناة المعلمة اليومية مع ادارة المدرسة ومع التلميذات. إحدى الفقرات المميزة في برنامج الاحتفاء باليوم العالمي للمعلمة ندوة عنوانها "لقاء وحوار" أدارتها الأستاذة نور الهدى غزالي، مشرفة اللغة العربية في مكتب الاشراف في شمال الرياض، استضافت فيها بعض الطالبات المتفوقات اللائي كن الأوائل على مستوى المملكة العام الماضي وهن الآن في بداية المرحلة الجامعية سألتهن عن: ما دفعهن الى مرتبة التفوق، وعن دور الأسرة والمعلمة في تفوقهن، واستضافت في الندوة احدى امهات الطالبات المتفوقات وهي معلمة تركت التدريس الى وظيفة ادارية لكنها عادت اليه رغبة فيه سألتها الأستاذة نور عن سبب عودتها الى التدريس وعن ابنتها المتفوقة أيضاً. وخلال الندوة وجهت الطالبات المتفوقات رسائل شكر وعرفان الى نموذج من معلماتهن المتمكنات من موادهن، ومعلماتهن المهتمات بالأنشطة اللاصفية اللائي ساعدنهن على تطوير مواهبهن، وشكرن القدوة منهن. ولم تغفل الأستاذة نور مشاركتين فازتا بالمركز الأول في مسابقة المقال في منطقة الرياض استضافت كاتبتيهما اللتين اختارتا أن يكون مقالهما عن المعلمة وهما الطالبتان شيماء كامل وخضراء الزهراني، ألقت كل واحدة منهن مقالتها أمام الحاضرات. وفي فقرة أخرى من الندوة روت الطالبات المتفوقات بعض المواقف التي أثرت فيهن تأثيراً فعالاً واكتسبنها من معلماتهن وأحببن أن يتمثلن بها. بعد ذلك صعدت على المسرح تلميذتان صغيرتان من الصف الثاني الابتدائي في مدرسة خولة بنت الأزور، تبادلتا حواراً عن تجربة الأيام الأولى لهن في المدرسة قدمتها الصغيرتان بإلقاء أشبه بالأداء الدرامي، ولقد جاء مؤثراً بصوتهما وبما تمتعن به من عذوبة الالقاء للكلمات التي تضيع بعض حروفها مع التقاط الأنفاس لإلقاء ما بعدها. في الحفلة تحدثت أقدم معلمة في الرياض لم تزل تعلم حتى الآن ومنذ خمس وثلاثين سنة هي قطر الندى مدني تحدثت عن ذكرياتها وتجربتها الطويلة في التدريس، وعن المناصب التي رشحت لنيلها لكنها لم ترض بغير التعليم. وذكرت المعلمة قطر الندى بعض المواقف التي كانت تواجهها مع أهالي الطالبات المتجاوبين مع المعلمة دائماً، وقارنت بين دورهم من قبل وحالهم الآن، وحثت المعلمات على الاستمرار في أداء رسالة التعليم والاخلاص فيها. واختتمت الحفلة بنشيد تكريمي للمعلمة من تأليف الأستاذة عروبة عبادي أدته طالبات مدارس الرياض تلاه تكريم الأستاذة موضي النعيم لأكثر من ثمانين معلمة نموذجية.