نال "نسيم الروح" للمخرج السوري عبدالطيف عبدالحميد القسم الأكبر من اهتمام الجمهور العربي في افلام المسابقة للدورة ال11 ل"مهرجان دمشق السينمائي" بسبب حساسية موضوع الحب فيه الذي لا يخضعه الفيلم الى التقاليد بل يشيد به كقوة إنسانية وبدهية. ولا شك ان امتلاء صالة "سينما الشام" دليل على ان الاسلوب السينمائي البسيط لعبدالحميد، هو لغة تواصل بينه وبين الجمهور. أما "تراب الغرباء" الفيلم السوري الثاني في المهرجان للمخرج سمير ذكرى، فيتناول مقطعاً مطولاً وسردياً في احيان كثيرة من حياة وفكر الشيخ الكبير التنويري عبدالرحمن الكواكبي. ولعل لقاء الكواكبي بممثل السلطان العثماني صاحب بك في داره في ولاية حلب، من المشاهد ذات المصداقية العالية بسبب لغتها الجمالية المعمقة مع العلاقة الانسانية بين الرجلين. "جنة الشياطين" للمخرج المصري اسامة فوزي عن رواية "الرجل الذي مات مرتين" لأمادو هو فيلم اشكالي، بمعنى انه وبمجرد تغيير لغته، من الممكن ان يكون فيلماً يونانياً أو غربياً، أو من أي انتماء آخر. "أشباح بيروت" للمخرج اللبناني غسان سلهب ، الذي يمزج بين الوثائقي والروائي، ويبحث في الحرب الاهلية اللبنانية التي لا تزال حارة في الدم والذاكرة، لكن حرارة الموضوع بقيت بعيدة في شريط الفيلم، وفي الذاكرة. ليس لان الفيلم لا يعطي جديداً، بل لأنه لم يلامس ذلك البعد الانساني في شخصياته، الذي اصابته الحرب فصار جريئاً، أو مكسوراً أو مصاباً وقاسياً. "وادي النهر الاحمر" من الصين اخراج فينغ تشاوننغ، فيه ايقاع غربي آسيوي نابض بألوان الجمال والصراع والدفاع عن الارض والحق والحب. ويعبر عن الغزو البريطاني في مطلع القرن لتيبت والصراع الحضاري بين الصين والغرب. "الانتقام" تشيلي اخراج اندريه وود الذي تحضر ممثلته الشابة الصغيرة الجميلة معظم عروضه مع المشاهدين، هو نسيج متقن لحكاية انتقام خادمة من سيدها الذي استغل سلطته الطبقية وحب الخادمة له ومن ثم غدر بها. ثمانية عشر فيلماً في مسابقة الافلام الطويلة، ليست كلها في الدرجة نفسها من السوية الفنية، لكنها كلها افلام نوعية تحقق التواصل الثقافي بين شعوبها.