يزداد الإقبال في مصر على أكشاك بيع وتصوير المحاضرات الجامعية والكتب الدراسية المقررة، وهذه الأكشاك ظاهرة موجودة منذ فترة، لكن الأمر تطور واصبح تجارة، يديرها بعض الطلاب من داخل الجامعات نفسها، فعلى طريقة الفيلم المصري "يا تحب يا تقب" لجأ بعض الطلاب الى استئجار بعض الأكشاك الواقعة أمام الجامعات. بدأت الظاهرة في جامعتي القاهرة وعين شمس، ثم انتقلت الى بقية الجامعات في مصر. يقوم أصحاب الأكشاك بالاتفاق مع بعض الطلاب، لحضور المحاضرات وكتابتها وعمل الملخصات، ويقوم الطلاب أصحاب محل/ كشك التصوير، بكتابة المحاضرات على الكومبيوتر، وتصويرها وبيعها إلى الطلاب الذين لا يحضرون المحاضرات، وهذا المشروع لاقى نجاحاً، فتجد مثلاً أمام جامعة القاهرة ما يزيد عن 60 محل تصوير، وكل منها يتخصص في تصوير وبيع محاضرات كلية معينة، وتم الاتفاق بين اصحاب الأكشاك و"المحال" على توزع كليات جامعة القاهرة واقسامها، بحيث يصبح لكل كشك/ محل نصيب من هذه التركة. يقول إيهاب عبدالمحسن الطالب في كلية الآداب في جامعة القاهرة صاحب كشك: بدأت الفكرة بالاتفاق مع ثلاثة من زملائي في الكلية، قمنا باستئجار محل، وشراء ثلاث ماكينات تصوير بالتقسيط، ووزعنا العمل بيننا، كل فرد منا يحضر محاضرات القسم الذي يدرس فيه، ونقوم بتصوير المحاضرات والملازم، وعمل الملخصات اللازمة، وأعتقد أن هذا النظام وفر على الطلاب العديد من المتاعب، خصوصاً الذين لا يحضرون المحاضرات، نظراً لأنهم يعملون أثناء الدراسة، أو انهم لا يحضرون لمجرد عدم الحضور. ولا أنكر أنها تجارة مربحة، وتفيد قطاعاً عريضاً من الطلاب. ويقول عصام لطفي الطالب في قسم الجغرافيا في كلية الآداب: هذا النظام جديد على الجامعة، فقبل ثلاث أو أربع سنوات كانت محال التصوير موجودة، لكن كان على الطالب أن يستعير المحاضرات من زميل أو زميلة، ويقوم بتصويرها، وبدأت المسألة تتطور تدريجاً: تصوير الكتب، ثم المحاضرات، ثم الملازم والملخصات. وأصبح محل التصوير مثل "السوبر ماركت" تجد فيه كل ما تريده، بالنسبة لدراستك، فلم يعد هناك مشكلة على الاطلاق. وعن نفسي فأنا أذهب قبل الامتحانات بشهرين واشتري كل المحاضرات. لكن هيئات التدريس في جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات تعتبر أن هذا المشروع الجديد، له أضرار فادحة، ربما يكون أبسطها أنه يساعد على عدم حضور الطلاب المحاضرات، اعتماداً على أنهم سيحصلون عليها في النهاية، مكتوبة وجاهزة. ويرى آخرون أن هذه الأكشاك/ المحال أضرت بتجارة الكتب الجامعية. ويرى محمد عبدالمنعم مدير إحدى المكتبات في جامعة القاهرة: أن هذه الأكشاك أضرت بالكتاب الجامعي لأنها تبيع الكتاب بسعر يقل عن سعر الكتاب الأصلي بنحو عشرة جنيهات، وهذا التصرف أضر الناشر والدكتور الذي قام بتأليف الكتاب وبذل فيه الجهد والوقت، فلم يعد هناك إقبال على الكتاب الجامعي، فمعظم الطلاب يفضلون شراء الكتب المصورة نظراً لانخفاض أسعارها عن الكتب التي تباع في المكتبات، وهذه المحال/ الأكشاك جعلت معظم المكتبات داخل جامعة القاهرة في حال كساد وركود، ويكفي أن أقول إن نسبة مبيعات الكتاب الجامعي انخفضت الى 10 في المئة فقط.