الرباط - رويترز - قال السيد احمد بن جلون، وهو محام ومدافع بارز عن حقوق الانسان، ان عودة اسرة "الشهيد" المهدي بن بركة الى المغرب بعد 36 سنة من العيش في المنفى، هو حق كامل للاسرة. لكنه اوضح ان هذا لا يعني ان ملف قتله، في باريس سنة 1965، وما حدث من انتهاكات اخرى لحقوق الانسان خلال العقود السابقة قد اغلق. واردف انه يتعين تسليط الاضواء على كل جرائم حقوق الانسان في المغرب. وتابع ان السلطات تنفي دوماً التورط في اختطاف الناشطين السياسيين وارسالهم الى سجون سرية في تازمامرت واقداز. واردف ان السلطات تنفي ايضا اي دور على اي مستوى في مسألة إختفاء بن بركة0 وكانت اسرة المهدي بن بركة عادت السبت الى المغرب بعد 36 عاما امضتها في المنفى في اوروبا في خطوة تبرز حال التغيير السياسي التي يعيشها المغرب. وأثار وصول تسعة من افراد أسرة بن بركة الى مطار الرباطسلا وسط اجراءات أمنية مشددة مطالب صاخبة من مواطنين يريدون معرفة الحقيقة في شأن اختفاء عشرات الناشطين السياسيين الذين خطفتهم قوات الامن ابان حكم العاهل الراحل الملك الحسن الثاني. وسمح محمد السادس الذي خلف والده في تموز يوليو الماضي لاسرة بن بركة بالعودة الى الوطن في اطار تحسين سجل المغرب في ما يتعلق بحقوق الانسان. وردد اباء وامهات وشقيقات اكثر من مئة من الناشطين الذين "اختفوا" على يد الشرطة اوائل عهد الملك الحسن هتافات تقول انه يجب ان تظهر اليوم أو غداً حقيقة ما حدث لمن اختفوا. وطوق العشرات من رجال الشرطة واجهزة الامن قاعة انتظار كبار الزوار في المطار لمنع المتظاهرين والصحافيين من الاقتراب من الاسرة العائدة التي يتقدمها البشير بن بركة الابن الاكبر لبن بركة. وردد المتظاهرون هتافات يسألون فيها عن مصير ابنائهم الذين اختفوا ويقولون انهم يريدون الحقيقة كاملة الان. وقالت غيتا، ارملة بن بركة ل "رويترز"، وهي تشق طريقها بصعوبة وسط الحشود انها تشعر بسعادة بالغة لانها لمست تراب وطنها، موضحة انه ليس لديها اي تعليقات اخرى الان. وأضافت عندما سئلت هل ستسقر الاسرة في المغرب في شكل دائم، انه لا يوجد لديها خطة محددة. وعاشت اسرة بن بركة التي تتألف من الزوجة وثلاثة ابناء وابنة واحدة واحفاد بين فرنسا وسويسرا منذ اغتيال بن بركة في باريس يوم 29 تشرين الأول اكتوبر عام 1965. وكان بن بركة اختطف من امام مقهى ويعتقد على نطاق واسع انه تعرض للتعذيب حتى الموت. ولم يعثر احد على جثته. وتصنف غالبية الوثائق القانونية الفرنسية المتعلقة بالقضية على انها من أسرار الدولة. ودانت محكمة فرنسية الجنرال المغربي محمد اوفقير باختطاف بن بركة وقتله وعاقبته غيابياً بالسجن مدى الحياة. وتوفى اوفقير عام 1972 بعدما قاد انقلاباً فاشلا ضد الحسن الثاني.