} أصدرَ الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ناشرُ "الحياة" و"الوسط"، "ميثاقَ شرفِ العمل الصحفي" للجريدة والمجلة، عشيةَ المؤتمر السنوي الخامس للتحرير الذي يبدأ أعماله اليوم الإثنين في بيروت في فندق "ريفييرا"، بجلسةٍ يفتتحها رئيسُ مجلسِ الوزراء اللبناني الدكتور سليم الحص. ويستمرُ المؤتمر إلى يومِ الخميسِ المقبلِ. وهنا مقدمة ُميثاق ِالشرفِ الذي تنشرُ "الحياة" نصَه الكاملَ في الصفحةِ الخامسةِ. إن تشييدَ "دارٍ صحفيةٍ"، يمثلُ، في الحقيقةِ، بدايةَ عقدٍ، معنويٍ وأدبيٍ، بينها وبين القارىء. وصدورُ المطبوعةِ الصحفيةِ، يُعدّ توقيعاً للعقدِ من جانبها. أما شراؤها، فهو توقيعٌ للعقدِ من جانبِ القارئ. لذا، فعلى المطبوعةِ الصحفيةِ، جريدةً أو مجلةً، أن تُراعي شروطَ العقدِ العامةِ، عند التجميعِ والتحريرِ والإصدارِ. وهي، على سبيلِ المثالِ وليس الحصر، أن تكونَ المادةُ الصحفيةُ محلَ العقدِ مشروعةً، غيرَ مخالفةٍ للنظامِ العامِ والآدابِ، وأن تكونَ خاليةً من عيوبِ الإرادةِ، مثل الإكراهِِ أو الغش أو التدليسِ. شروطٌ يجبُ أن يلتزمَ بها كلّ من جريدةِ "الحياة" ومجلةِ "الوسط"، وتعملا على تنفيذِها، على الوجهِ الأكملِ. فالعلاقةُ بين الصحافي والقارئ، ليست عقداً أدبياً أو تجارياً فقط، بل هي حوارٌ له آدابُه: حوار شريفٌ مهذّبٌ، حوارٌ يتمسكُ بالأسسِ الأخلاقيةِ والمبادئ الإنسانيةِ. وشتّانَ ما بين حوارٍ يرتكزُ على السبابِ والتجريحِ، واتهاماتٍ الخيانةِ والعمالةِ، وبين حوارٍ يرتكزُ على الاحترامِ المتبادلِ، في الرأي والفكرِ والمعتقدِ، مهما تباينت الآراءُ أو اختلفت الأفكارُ. إن رسالتَنا، في صرحِنا الإعلامي، هي رسالةٌ أخلاقيةٌ، إنسانيةٌ، علميةٌ، ندعو من خلالِها إلى حفظِ النفْسِ والعرضِ، والمالِ والعقلِ، نهتمُ بتحقيقِ رفاهيةِ الإنسانِ، وندافعُ عن حقوقِه، ونزوّدُه بالمعرفةِ، وننقلُ إليه الخبرات، ليحيا حياةً فاضلةً كريمةً. ومن جوهرِ رسالتِنا، أن غذاءَ الفكرِ بالتوعيةِ، لا يقلّ أهميةً عن غذاءِ الجسم بالطعام. لذا، فمطبوعاتنا الصحفية تُعنى بالفكرِ، في المقامِ الأولِ، وتُعِدُّ للقارئ مائدةً، تحتوي على مختلفِ الفنونِ والمعارف والحكاياتِ والطرائف، والأخبارِ والتعليقات، والصورِ والتحليلات، بعيداً عن التطويلِ المملِّ، أو الإيجازِ المخلّ.ِ إن المسؤولية، الأدبية والسياسية، تقعُ على مالكِ الجريدةِ ورئيسِ تحريرها، ومديرِها المسؤولِ. فالمقالُ أو الخبرُ أو التعليقُ، الذي يصدرُ في الجريدةِ أو المجلةِ، هو من مسؤوليةِ رئيسِ التحريرِ ومديرِها، اللذين يتحملان المسؤوليةَ الكاملةَ متضامنَيْن مع المحررِ. تمثلُ الإدارةُ - بالتأكيدِ - العقلَ المدبّرَ للصرحِ الإعلامي، وعصبَه الحسّاسَ، فبقدرِ ما تكونُ الإدارةُ فاعلةً ومنضبطةً، ودقيقةً ومنتظمةً، يكونُ توازنُها مرموقاًً، ونجاحُها مضموناً، واستقلالُها مُؤكداً ومصوناً. وجنباً إلى جنبٍ مع الإدارةِ، تبرزُ مسؤوليةُ رئيسِ التحريرِ، إذ الإدارةُ والتحريرُ، مسؤوليتان متوازيتان، في بناءِ الجريدةِ أو المجلةِ، إذا اختلّ عملُ أحدِهما، انعكسَ على الآخرِ، مما يؤثّرُ، في النهايةِ، في كفاءة ِالعملِ الصحفي. إن مقومات الصحافي الناجحِ، هي: ثقافةٌ واسعةٌ، ومُتابعةٌ واعيةٌ. قلمُه رشيقٌ، خُلقهُ قويمٌ، ولِسانهُ عفيفٌ. يترفعُ عمّا يشوبُ ذمتَه المالية، ويتحملُ أمانةَ المهنةِ الصحفيةِ. مُقوماتٌ أساسيةٌ نسعى إلى توافُرِها في المحررين كافةً، من خلالِ الاختيارِ الدقيقِ، والتدريبِ المستمرِ، وإتاحةِ الفرص.ِ إننا نسعى، من خلالِ التزامِنا مبادئنا وتنفيذِ سياساتِنا وتحقيقِ أهدافِنا، أن تكونَ جريدةُ "الحياة" الجريدةَ الثانيةَ، لا الأولى، في كلِ بلدٍ عربيٍ أو بلدٍ إسلاميٍ ناطقٍ باللغةِ العربيةِ. فمكانةُ الجريدةِ الأولى تستأثرُ بها - بداهةً - جريدةٌ محليةٌ. لكننا نأملُ أن تكونَ جريدتُنا هي الأولى، لكلِ عربيٍ خارجَ بلدِه، وأن ننالَ احترامَ القارئ، قبلَ أن ننالَ رضاهُ. فهذا من الشروطِ الأساسيةِ في العقدِ بيننا. خالد بن سلطان بن عبدالعزيز