كشفت مصادر افغانية ل"الحياة"، امس، ان حركة "طالبان" الحاكمة في كابول نقلت اخيراً الشاب العربي "ابو المبتسم" الى قندهار بعدما كانت القت القبض عليه بتهمة التجسس على اسامة بن لادن لمصلحة مخابرات اجنبية، وذلك لاستكمال التحقيق معه بشأن التهم الموجهة اليه. وعبّرت المصادر عن مخاوفها من اقدام الحركة على شنقه، كما حصل مع عربي آخر قبل عام تقريباً حين دين بالتهمة نفسها، مؤكدة ان المتهم في القضية شخص آخر غير "ابو مصعب" الاردني الذي اكدت مصادر اخرى قريبة من "طالبان" ل"الحياة" ان لا علاقة له بالمسألة ولا يزال في افغانستان الخاضعة لسيطرة الحركة. ونفى الناطق الرسمي باسم الحركة الملا محمد طيب في تصريحات الى "الحياة" ان تكون "طالبان" اعتقلت اياً من العرب، الا ان المصادر المطلعة اكدت ذلك وعزت نفي "طالبان" الى حرصها عدم تعريض صورتها للانتقاد في اوساط العرب خصوصاً ان ذلك قد يعطي انطباعاً بأن الحركة تمارس سياسة التضييق على العرب المؤيدين لها. وعلمت "الحياة" ان الحركة اصدرت بطاقات شخصية خاصة بالعرب من أجل تيسير حركتهم في داخل افغانستان، وان كل من يحمل مثل هذه البطاقات الشخصية موثوق به لدى الحركة ويميز عن سواه. واكد بعض المصادر ل"الحياة" ان الحركة شددت اجراءاتها الامنية على الافغان العرب الذين يقاتلون في صفوفها ويصل عددهم الى المئات من المقاتلين، كذلك على اسامة بن لادن الذي تخشى الحركة ان يتعرض لعملية اغتيال من بعض الاطراف الافغانية او العربية التي يمكن ان تكون جهات خارجية قد اخترقتها. وتكثفت الاجراءات الامنية بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الاممالمتحدة على الحركة بسبب رفضها تسليم ابن لادن المتهم اميركياً بالضلوع في نسف السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام العام الماضي، وهو ما ينفيه ابن لادن. على صعيد آخر وجّه المنسق العام لنشاطات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة في افغانستان احمد فرح نداء الى العالم لمساعدة الشعب الافغاني. وقد اعتادت المنظمة الدولية توجيه نداء كهذا مع اقتراب العام الجديد. وقال فرح للصحافيين امس ان هذا النداء هو من اجل جمع تبرعات لمساعدة الشعب الافغاني خلال سنة 2000. واعترف فرح رداً على سؤال ل"الحياة" بأن العقوبات الاقتصادية ستضرّ بنشاطات الاغاثة الدولية، وربما تدفع البعض من الافغان الى هجرة معاكسة من افغانستان الى الدول المجاورة. وكان الامين العام للامم المتحدة قدّر حجم الاموال التي يحتاجها الشعب الافغاني العام المقبل من اجل مواصلة العمليات الانسانية الى 2.4 بليون دولار اميركي.