أعلن رئيس مجلس الشعب البرلمان السوري السيد عبدالقادر قدورة امس ان المؤتمر القطري العام لحزب "البعث" الحاكم يمكن ان "يعقد غداً" بعدما أكد أن القيادة القطرية لم تحدد موعده حتى الآن. وتضم القيادة القطرية 19 عضواً بعد طرد رفعت الأسد من الحزب في بداية العام الماضي. وهي تفرز المواقع الاساسية في الدولة وتجتمع عادة لاتخاذ قرارات مهمة بينها عقد مؤتمر قطري. وقال السيد قدورة إن "القيادة القطرية التي انا عضو فيها لم تبحث الى الآن في عقد المؤتمر ولم تقرر موعده، لكن ممكن ان يحصل ذلك غداً". وكان آخر مؤتمر قطري عقد في العام 1985، واتخذ قراراً بأن يعقد كل خمس سنوات، إلا أن الغزو العراقي للكويت عام 1990 وانطلاق عملية السلام في 1991، أديا إلى تأجيل المؤتمر الثامن. ويتخذ المؤتمر عادة قرارات سياسية وحزبية مهمة تحدد الاطار العام لسياسة البلاد. وكان تردد ان المؤتمر سينتخب العقيد الركن الدكتور بشار الاسد في حال انعقاده، لكنه اشار في تصريحات صحافية الى ان احتمال ترشيحه الى عضوية القيادة القطرية يتعلق ب"الاعتبارات التي تتغير من مرحلة الى اخرى. وعندما يُتخذ قرار بانعقاد مؤتمر قد تكون هذه الاعتبارات تبلورت، وعندها يقرر الشخص اذا كان ينوي ترشيح نفسه أم لا". وسئل اذا كان متمسكاً بأن يأتي الى هذا الموقع عبر الانتخاب، فأجاب الدكتور بشار: "يحق للقيادة حسب النظام الداخلي ان تعين، ويحق لها ان تفصل عضواً وان تعين آخر. الأسلم ان يصل الرفيق الحزبي الى هذا المنصب من خلال القاعدة، أي الانتخاب. هذا أفضل للمؤسسة وللشخص معاً". ويتوقع مراقبون ان يؤدي المؤتمر، في حال انعقاده، إلى فرز "دماء جديدة" الى مؤسسات الدولة الاخرى بهدف "تحديث الدولة" و"تطوير المؤسسات" حسب ما دعا إليه الرئيس حافظ الاسد في خطاب القسم في آذار مارس الماضي. وسألت "الحياة" قدوره عن نية تعديل بعض القوانين الادارية والاقتصادية، فأشار إلى احتمال تعديل عدد منها ل"تلبية حاجات اجتماعية وسياسية واقتصادية". على صعيد آخر قال قدورة رداً على سؤال إن "الصراع سيستمر بعد توقيع اتفاقات سلام" عربية - اسرائىلية، لافتاً إلى أن سورية وإسرائىل توصلتا في المفاوضات بين عامي 1992 و1996 الى نحو 80 في المئة من "اتفاق السلام". وكان رئيس البرلمان السوري يتحدث في لقاء مع عدد من الاعلاميين العرب والأجانب الذين يزورون سورية لمناسبة الذكرى ال29 ل"الحركة التصحيحية". وسألته "الحياة" إذا كان يعتقد ان "الصراع العربي- الاسرائىلي سيستمر بعد توقيع اتفاقات سلام"، فأجاب: "نعم سيستمر باشكال مختلفة بسبب طبيعة الحركة الصهيونية"، لافتاً إلى ان مقومات الصراع موجودة "في تراثنا الديني والشعبي" لانه "صراع وجود"، و"لم يكن في يوم من الايام هناك حضارة صهيونية". وعن عملية السلام، جدد السيد قدورة تأكيد موقف سورية من شروط استئناف مفاوضات السلام مع اسرائىل ووجوب التزامها الانسحاب الكامل الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967. وقال: "اعتقد جازماً انه من دون هذه الشروط، فإن سورية لن توقع اتفاق سلام، مهما كانت الضغوط". وزاد: "اذا قبلنا بغير ذلك فإن أهلنا سيقتلوننا لأننا نقبل بالحد الأدنى. واذا كنا غير قادرين كعرب على التحرير فإننا لن نفرط". وأشار قدورة إلى استمرار الجهود الدولية للبحث عن صيغة لاستئناف مفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية، وزاد: "ان عملية السلام لم توضع في الثلاجة" وان "سورية لم تطرح رأياً استطاع الآخرون نقده عقلانياً". وزاد: "نحن لا نعتبر ان الديموقراطية السورية رائدة، لكن الديموقراطية السورية لها سمة سورية، وهي تجربة مضى عليها ثلاثون عاماً واثبتت حتى الآن نجاحها بأن حولت جملة من الاحزاب المتقاتلة الى لقاء على الحدود الاساسية واختلاف على التفاصيل".