ضم وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز صوته الى جوقة المسؤولين الاسرائيليين والعسكريين المطالبين بانسحاب فوري لقوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب اللبناني، في الوقت الذي شرعت فيه المؤسسة العسكرية بعرض بدائل "دفاعية" ترتكز على وسائل تكنولوجية متقدمة لطمأنة سكان المدن والقرى الاسرائيلية الحدودية مع لبنان في حال تنفيذ الانسحاب. وقال بيريز الذي قاد عملية "عناقيد الغضب" في ربيع العام 1996 ان "لا جدوى من بقاء الجيش الاسرائيلي في المنطقة الأمنية ولو يوماً واحداً آخر"، مشيراً الى أن عمل الجيش الاسرائيلي "يرتكز على النشاطات الجوية وليس هنالك حاجة لبقائه في المنطقة الأمنية الأمر الذي يعرض الجنود للخطر". وأضاف في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية "ان فشل المساعي للتوصل الى تفاهم مع سورية بشأن الانسحاب وتضاؤل احتمالات الحوار مع سورية، يحتم على اسرائيل الانسحاب الفوري". ودعا عدد من كبار المسؤولين السياسيين والضباط في الجيش الاسرائيلي وفي مقدمهم رئيس أركان الجيش أمنون شاحاك الى انسحاب "من جانب واحد" من الجنوب، حيث أعدت المؤسسة العسكرية خططاً لتنفيذ هذا الانسحاب لحظة اتخاذ قرار سياسي بهذا الخصوص. واحتج ممثلو المدن والقرى الحدودية الشمالية بقوة على خطة للانسحاب عرضها قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي عليهم يوم الاثنين الماضي. وشملت الخطة، حسب مصادر اسرائيلية، انسحاباً لقوات الاحتلال الاسرائيلي حتى الحدود الدولية مع لبنان، ونقل مواقع عسكرية مقامة على الجانب اللبناني من الحدود الدولية إلى الجانب الاسرائيلي. هذا بخلاف التوصيات السابقة لأركان المؤسسة العسكرية بتقليص مظاهر التواجد العسكري في المناطق السكنية الاسرائيلية. وشملت الخطة أيضا ارتكاز الجيش الاسرائيلي على وسائل "دفاعية" متطورة تتضمن اقامة سياج كهربائي ورادارات ووسائل أخرى وجدران محصنة على طول الشريط الحدودي اضافة الى وسائل لم يكشف النقاب عن طبيعتها. ونقل عن رؤساء المجالس البلدية الاسرائيلية قولهم بعد الاجتماع مع اشكنازي: "هذه الخطة تفزعنا. إنهم يعودون بنا الجيش الاسرائيلي الى ما قبل الحرب اللبنانية... انهم يعيدون حزب الله والجهاد الاسلامي الى عتبات بيوتنا". وقال رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونه الحدودية إنه وللمرة الاولى يسمع من مصدر رسمي أن هنالك "قراراً بالانسحاب الى الحدود الدولية". ويبدو ان سكان المنطقة الحدودية لم يقتنعوا بخطة أشكنازي "الدفاعية". فقد أعلن عن تنفيذ اضراب احتجاجي على هذه الخطة يوم الاثنين المقبل.