لا يوجد في تاريخ الادب في ايران ما يعادل كتابي "بوستان" و"كلستان" للشيرازي سوى "الشاهنامة" للفردوسي و"المثنوي" لجلال الدين الرومي. هذا ما اثبته محمد علي فروغي في مقدمته لتحقيق "بوستان"، الذي انتهى الدكتور أمين بدوي من ترجمته كاملاً الى اللغة العربية في العام 1984، صدر عن دار الشروق، القاهرة 1999، واختار له اسم "أريج البستان" لأنه يفيض بعبير الحكمة وشذى العرفان، كما يرى بدوي نفسه في "تقدمته" لتلك الترجمة التي انتظرها قراء لغة الضاد طويلاً بعد أن ظلت لسنوات حبيسة الأدراج حتى قيض الله لها الناشر المخلص الذي عرف قيمتها، حسب ما أشار اليه الدكتور بديع محمد جمعة استاذ اللغة الفارسية في جامعة عين شمس في تقديمه لهذا العمل. ويوضح بدوي في مقدمته للترجمة أن اسم "بوستان" الذي اشتهر به كتاب الشيرازي في ايران وخارجها بين جميع المتأدبين والدارسين والمشتغلين باللغة الفارسية، مكوّن من كلمتين: "بو"، ومعناها الرائحة او العطر او الشذى او العبير، و"ستان"، وهي لاحقة تفيد المكانية، كما يقال افغانستان، اي بلاد الافغان، او عربستان، اي بلاد العرب، فيكون معنى الاسم مكان الشذى او العبير، وقد عُرِّب الى "بُستان". واطلق الدكتور أمين بدوي على الكتاب اسم "أريج البستان" لأن "منه يتأرج عبير الحكمة وشذى العرفان. ويذكر أن بدوي نفسه كان ترجم في 1983 كتاب "كلستان" الى العربية تحت عنوان "جنة الورد"، علماً أن الترجمة الحرفية للعنوان الفارسي هي "منبَت الورد" أو "حديقة الورد". ونهج بدوي في ترجمة "بوستان" النهج نفسه الذي اتبعه في ترجمة كتاب "كلستان"، فجعل لكل حكاية عنواناً يعبر عن موضوعها، وذلك في الأقسام المعنوية في نسخة فروغي بعنوان "حكايت". اما الاقسام الاخرى غير المعنونة بهذا العنوان، ويفصلها عن الاقسام الاخرى مجرد علامات نجمية، فقد وضعت لها عناوين تؤدي معناها من دون ذكر كلمة "حكايت" حكاية. ويشير بدوي الى انه التزم الدقة في ترجمة النص كما ورد في الأصل من دون أي محاولة لاستخدام عبارات فيها صناعات بديعية معنوية او لفظية للزينة، حرصاً على امانة النقل، ولكنه اضطر أحياناً الى اضافة كلمة تزيل غموض المعنى، يضعها بين أقواس صغيرة. وزيادة في توضيح معنى بعض الكلمات كان يضع مقابلها مترادفات عدة تؤدي معناها ولا تدع مجالاً للبس فيها. وجمع في بعض الاحيان معنيين لا تعارض بينهما.