سهى عرفات اوقعت السيدة الأميركية الاولى هيلاري كلينتون في ورطة حين قالت بحضورها: "ان الشعب الفلسطيني يتعرض يومياً للاستخدام المكثف للغاز السام من قبل القوات الاسرائيلية مما ادى الى زيادة حالات الاصابة بالسرطان بين النساء والأطفال، واسرائيل تلوث ايضاً بمواد كيماوية نحو 80 في المئة من موارد المياه التي يستخدمها الفلسطينيون". تصريحات سهى أثارت جدلاً غير متوقع، فغضب الرئيس بيل كلينتون وبعث برسالة يطلب فيها اعتذاراً عن احراج زوجته، والبيت الابيض قال: "ان التصريحات تتعارض مع تعهدات زعماء المنطقة عدم الادلاء بأي تصريحات ملهبة للمشاعر من شأنها إحراج عملية السلام"، و زعماء اليهود والصهاينة انتقدوا هيلاري لعدم الرد فوراً. اما هيلاري نفسها فأصدرت بياناً قالت فيه: "كلام سهى عرفات بلا اساس، وان عدم ردها سريعاً يرجع الى ان التصريحات لم تبد بهذه الشدة في الترجمة الانكليزية التي استمعت إليها". الفلسطينيون كان ردهم على هذه الحفلة ناقصاً، قائلين ان "سهى عرفات لم تقصد احراج السيدة الأميركية الأولى والكلمات اختلطت عليها". مع ان بإمكانهم الخروج من هذا المأزق الديبلوماسي واستغلال هذه التصريحات الشجاعة التي عجز عنها الرجال في السلطة الفلسطينية، بقولهم ان تصريحات السيدة سهى قيلت في اجتماع نسائي، ونحن العرب اعتدنا ان لا نسمع ولا نرد على النساء حين يتحدثن في "علوم الرجال"، وان اقصى مانقول في مثل هذه الحالات "كلام حريم"، لذا نستغرب حماسة أميركا التي ليس لها مبرر، وندعوها بهذه المناسبة إلى الكف عن مطالبتنا باعطاء النساء حقوقهن السياسية، لأنها ستكون اول المتضررين من ألسنتهن السليطة، وشجاعتهن التي عجز عنها "طوال الشوارب".