اكد الدكتور بوعلام بن حمودة، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عدم وجود اي اتصالات رسمية بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وبين الاحزاب في شأن تشكيل الحكومة. واوضح في حوار مع "الحياة" ان رئيس الجمهورية يفضل ان يحضّر الجو السياسي الملائم قبل تشكيل حكومته. ونفى بن حمودة وجود اي انشقاق داخل جبهة التحرير، معتبراً الأصوات المنادية بعقد مؤتمر للحزب فردية لا تعبر عن طموحات القاعدة وتطلعاتها. واكد ان استقالة النائب عبدالقادر حجار من رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب كانت بطلب من الحزب. وعبَّر عن امله في ان يعجل مجلس الشعب بنشر التقرير المتعلق بتزوير الانتخابات المحلية، ومبدياً استعداد جبهة التحرير لخوض انتخابات محلية مسبقة غير استعجالية بشرط توفير الشروط الضرورية لها. واعتبر ان الجيش الجزائري "مختلف" عن بقية الجيوش في البلدان الاخرى، وانه لا توجد في الجزائر سلطة برأسين، فالرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومهمات المؤسسة العسكرية واضحة ايضاً. وفي ما يلي نص الحوار: جاء في استقالة النائب عبدالقادر حجار من رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني، انه قدمها استجابة لرغبتكم.. فما تعليقكم على ذلك؟ - سبق ان اصدر المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني بياناً يذكر ان المواقف السياسية التي تصدر من دون تكليف منه لا تلزم الا صاحبها. فالرسالة التي ارسلها للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة شخصية. ان للحزب هيئاته المخولة قانونياً للتعبير باسمه، بدءاً من الأمين العام للحزب مروراً بالمكتب السياسي وانتهاء بالناطق الرسمي باسم الحزب. اما الاستقالة فقد قدمها بطلب منا. اثير اخيراً جدل حول علاقة رئيس الجمهورية بالمؤسسة العسكرية. وباعتباركم اول حزب زكى السيد بوتفليقة للرئاسة.. كيف ترون واقع هذه العلاقة؟ - ان سؤالكم يوحي وكأن هناك سلطة برأسين في الجزائر، في حين ان الدستور واضح في تحديد السلطات والصلاحية الدستورية لكل مؤسسة. فرئيس الجمهورية، وفق الدستور، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومهمات المؤسسة العسكرية واضحة ايضاً. ولا بد من التوضيح ان الجيش الجزائري لجهة انتمائه الاجتماعي وإرثه التاريخي مختلف عن بقية الجيوش في البلدان الاخرى. واعتقد ان رئيس الجمهورية قد اجاب عن سؤالكم بوضوح هذه الأيام الاخيرة. عندما نفى وجود خلافات بينه وبين الجيش. يظهر ان تأجيل الرئيس بوتفليقة الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، راجع الى اكثر من سبب. ولا شك ان هناك خلافاً ما، أدى الى تراجع الرئيس عن تصريحاته المتكررة في شأن تشكيل حكومته؟ - ان رئيس الجمهورية فضّل ان يحضّر الجو السياسي الملائم. وقد سبق وصرح بأن أمر الحكومة ليس مستعجلاً وان الحكومة القائمة تعمل بطريقة طبيعية واعتيادية، بحكم التزامها ببرنامج عمل مع المؤسسات التشريعية. ومن الطبيعي ان تثار مثل هذه الاسئلة حول الحكومة الحالية والمقبلة باعتبار ان هناك مرحلة جديدة تقتضي احداث تغييرات جوهرية في الكثير من المؤسسات وعلى اكثر من صعيد. ولعل هذا ما جعل مسألة التغيير الحكومي تحظى باهتمام الرأي العام. يقال ان جبهة التحرير الوطني قدمت قائمة بمعظم اعضاء مكتبها السياسي ولجنتها المركزية الى الرئيس ليختار منها حصة حزبكم في الفريق الوزاري المقبل؟ - ان ما تضمنه سؤالكم بعيد عن الحقيقة ان لم يكن محمل مغالطة كبرى لا نعرف ما الهدف منها.. واغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد ان ليست هناك حتى الآن اتصالات رسمية في شأن تشكيل الحكومة الجديدة. واذ استغرب نشر مثل هذه الاخبار فانني اؤكد بأن ما يهمنا كحزب ليس المناصب في حد ذاتها وانما التوجهات والبرامج وما يحقق من خدمة للشعب، وذلك هو طموح جبهة التحرير الوطني التي تمثل القوة السياسية الاولى في البلاد. يقول بعض الدوائر ان علاقاتكم مع الرئيس ليست على ما يرام؟ - انا اقدر رئيس الجمهورية وهو يقدرني. ولا تنسوا اننا كنا مع بعض في حكومة هواري بومدين - رحمه الله - مدة 13 سنة، وفي اللجنة المركزية سنوات، وننتمي الى مدرسة واحدة وهي جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني. تتحدثون كثيراً عن ملف التزوير والضرر الكبير الذي لحق بحزبكم في الانتخابات المحلية، أوليس حزبكم هو الذي يتولى رئاسة اللجنة البرلمانية المكلفة التحقيق في التزوير؟ - صحيح ان حزب جبهة التحرير الوطني هو المتضرر الأول من عمليات التزوير الذي لحق بالانتخابات المحلية، لكن ملف التزوير مرتبط بالبرلمان. وممثل حزبنا هو رئيس لجنة تتكون من جميع الاحزاب الممثلة في البرلمان. ولا نعتقد ان لتأخر نشر التقرير علاقة برئاسة اللجنة وانما يدخل ذلك ضمن آليات عمل الجهاز البرلماني. وقد اخذ تقرير اللجنة المذكورة مجراه وسيتم البت فيه لاحقاً. ونأمل ان يعجل المجلس الشعبي الوطني في عرض التقرير للنقاش والمصادقة وتقديمه لرئيس الجمهورية حتى يتخذ ما يراه مناسباً من الاجراءات. هل أنتم مع انتخابات محلية مسبقة؟ - اننا مستعدون لخوض اي انتخابات.، وأرى انه لا يمكن الاسراع في تنظيم انتخابات محلية مسبقة الا بعد توفير الشروط الضرورية لنزاهتها والضمانات الكافية لتجنب التزوير، ولا سيما اننا قدمنا اقتراح تعديل على قانون الانتخابات. نشر بعض الصحف الجزائرية اخباراً تفيد انكم قدمتم اعتذارات للأمين العام السابق السيد عبدالحميد مهري الذي أطيح به في ما يسمى ب"المؤامرة العلمية"؟ - سؤالكم يتضمن شقين من الاجابة. ارجوكم اولاً ان تتجنبوا الخرافات. اما ما سميتموه ب"المؤامرة العلمية" فان الصحافة شاهدة على العملية الانتخابية الديموقراطية التي جرت لاختيار الأمين العام الجديد. اذ تم انتخابي باقتراع سري لأول مرة منذ الاستقلال في حزب جبهة التحرير الوطني. كيف تفسرون رفض قيادة الحزب للنداءات الموجهة لعقد مؤتمر استثنائي، وهي تحظى بتأييد قاعدي حسب تصريحات السيد عبدالعزيز بالخادم الى "الحياة"؟ - نعتقد انه لا يوجد مبرر لعقد مؤتمر استثنائي وليس مطلباً صادراً من القاعدة ولا من القيادة. وفي تقديرنا فان هذه الأصوات التي ترتفع من حين لآخر انما هي اصوات فردية لا تعبر عن طموحات القاعدة وتطلعاتها. كيف تقبلون بأن يتخلى وزراؤكم في الحكومة المقبلة عن مبادئ الحزب خاصة وان الرئيس بوتفليقة اكد في اكثر من مرة بأن اعضاء حكومته يطبقون برنامجه فقط؟ - عندما ساندنا الرئيس بوتفليقة في ترشحه للرئاسة في 15 نيسان ابريل 1999 كنا نساند برنامجه الانتخابي فهو لا يتناقض مع برنامجنا. هل تعتقدون بأن حكومة مشكلة من احزاب وطنية واسلامية وعلمانية يمكن ان تخرج البلاد من ازمة في حين ان داخل كل حزب من هذه الاحزاب بوادر انشقاقات؟ - بالنسبة الى حزب جبهة التحرير الوطني فانه لا يوجد اي انشقاق داخله. اما بالنسبة الى وجود تيارات متباينة داخل التشكيلة المقبلة للحكومة، فان الأمر يتعلق باختيارات الرئيس. وبما اننا في تعددية فمحكوم على الاحزاب المتواجدة في البرلمان ان تتفق على برنامج أدنى يسمح للحكومة بأن تعمل على حل المشاكل العديدة التي تتخبط فيها الجزائر منذ سنوات.