دخلت مأساة الطائرة الاثيوبية المنكوبة مرحلة جديدة من الغموض والبلبلة مع إعلان وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة عن معلومات بدت أنها استباق للتحقيق الجاري في الحادث الذي يشهده لبنان لأول مرة في تاريخ طيرانه المدني، اذ تحدث عن «انفجار الطائرة المنكوبة في الجو»، ثم عاد وأوضح لاحقاً ان ما قصده «سقوط الطائرة وتحطمها وليس انفجارها». وكان خليفة اشار الى أن «هناك اجزاء بشرية، يعود 3 منها الى اثيوبيين احدهم قائد الطائرة وهناك احدى القطع تعود للبناني حسين يوسف الحاج علي (مواليد 1968) وهناك اجزاء موجودة في الاكياس، والصور والوثائق التي رأيناها في رئاسة الحكومة لا تعني ابداً ان الجثث كانت كاملة وتحللت، بل في الأساس كانت مجزأة». وكشف بشكل مفاجئ أن «الطائرة الإثيوبية انفجرت في الجو وتطايرت الأجزاء منها بما تحتوي من حديد وناس، وسقطت في أماكن مختلفة من البحر»، مشيراً الى «أن الجثث التي تطايرت في بداية الأمر انتشلت كاملةً، والباقي هو للأسف أجزاء بشرية بعيدة عن بعضها ومتحللة». وامام مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، حيث واصل اهالي الضحايا تجمعهم لمواكبة ما تحمله عمليات الانقاذ في البحر من اجساد غارقة في المياه المالحة منذ 16 يوماً، لفت خليفة في مؤتمر صحافي إلى أن «هناك اجزاء بشرية لم تصل الى الارض قطعة واحدة بحسب التحليلات والصور، إذ لم تكن هناك جثة تفككت او تحللت»، وقال: «هذه نوعية الحادث، وفي كل حوادث الطيران يتم التوقف عن البحث بعد 72 ساعة، ولكن نحن لأننا نعتبر انفسنا اصحاب المصيبة والدولة كلها متضامنة، قررنا تجاهل ما يجري في العالم في هذا الشأن وسنتابع البحث». أضاف: «كل شيء يصل إلينا نقوم بتحليله ومقارنته مع الفحوصات الموجودة لدينا، ومثال على ذلك ما حصل في 11 ايلول(سبتمبر) في اميركا وفي بريطانيا حيث الإعلام في هذه الدول حر، ولم ير احد جثة او دماً، كل الاجزاء التي تصل يتم العمل عليها لمعرفة اصحابها، فالاجزاء ممزوجة بالحديد وبشرائط الكهرباء، ونعمل ليل نهار والظروف صعبة على الفريق الموجود في البحر وفي المستشفى». وطرح خليفة من خلال تصريحه مسألة اشكالية تتعلق بمصير المفقودين من الركاب في حال عدم التمكن من انتشال اشلائهم بعد تحلل جثثهم، وقال: «في كل البلدان المتقدمة، في كوريا الجنوبية بعد ثلاثة ايام من وقوع حادثة طائرة وضعوا الورود واقاموا المراسيم وانهوا الموضوع، كذلك فعل الفرنسيون في شرم الشيخ والطائرة المصرية». وطالب خليفة المسؤولين عن ادارة البلد «باتخاذ قرارات سياسية ودينية واهلية خلال 48 ساعة»، وقال: «لم نسمع اي رجل دين او من له علاقة بالمجتمع المدني يضمد جراح الناس ويتخذ قرارات لمساعدة الناس من أجل تخطي هذه المصيبة. هذا هو الواقع وإن كان مؤلماً». واعتذر خليفة من الأهالي، وقال: «منذ اليوم الاول حاولنا ان نوضح للأهالي الصورة ونحن نعتذر عن توصيف أشلاء وجثت وقطع ولكن هذه هي الحقيقة المرة». واعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني ان غطاسي فوج المغاوير استأنفوا عمليات الغطس صباح امس، بحثاً عن ضحايا وان السفينة الاميركية «يو اس ان اس غرابل» واصلت البحث عن الصندوق الاسود». وعثر مواطنون عند شاطئ عدلون (جنوباً) على قطعتين عائدتين إلى الطائرة المنكوبة، فأبلغوا مخفر درك عدلون الذي حضر عناصر منه وعاينوا القطعتين وسلموهما الى مخفر صيدا البحري لنقلهما إلى بيروت وتسليمهما إلى الجيش اللبناني. وكان غادر بيروت امس، عضوا لجنة التحقيق الاثيوبيان جيتاناد اكيلات وابيرا ديريسا متوجهين الى اديس ابابا، بعدما شاركا في التحقيقات الاولية مع اللجان المختصة في شأن الطائرة المنكوبة، على ان تتواصل هذه التحقيقات من قبل اللجان الفنية المختصة بعد الاستماع الى المعلومات المخزنة ضمن الصندوق الاسود الذي نقل الى فرنسا قبل يومين وتحليل هذه المعلومات، على ان يبقى البحث عن الصندوق الاسود الآخر مستمر من قبل الفرق المختصة من الغطاسين لانتشاله وإرساله ايضاً الى فرنسا لتحليل المعلومات التي في داخله.