وصف وزير الداخلية المغربي الجديد السيد أحمد الميداوي مهمته بأنها تكمن في بناء مغرب جديد منفتح على الحداثة وتعزيز الديموقراطية وتحقيق المصالحة بين الادارة والموطنين. وقال لدى تسلمه مسؤولية وزارة الداخلية اول من أمس خلفاً للوزير السابق السيد ادريس البصري الذي أقاله الملك محمد السادس، انه سيعمل في اطار تعاون كامل مع اعضاء الحكومة وكل الفاعلين من اجل بناء مغرب حر ومتطور "تسوده العدالة وينعم بديموقراطية حقيقية". وأضاف انه سيعمل بتعاون مع الجميع في اتجاه "ترسيخ الديموقراطية وتحقيق الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي في اطار الحرية والعدالة والانفتاح". وأشاد بدور البصري في "ترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات الديموقراطية". اما البصري فصرّح، من جهته، بأن على وزير الداخلية الجديد ان يتسلح بالصبر ونكران الذات والتروي "كي لا يتّخذ، في أي حال استعجال، قراراً يندم على انعكاساته وآثاره السلبية". وأضاف في اول تصريح بعد إقالته ان "وزير الداخلية هو خديم الحكومة"، اي انه يعمل في خدمة الحكومة لترتيب شؤون البيت المغربي. وقال البصري ان المسؤولين الجديدين احمد الميداوي ومحمد علي الهمة كاتب الدولة في الداخلية يتمتعان بخصال حميدة وكفاءة عالية اهلتهما لأن يحظيا بثقة الملك محمد السادس. ونُظمت حفلة التسلم والتسليم في حضور الفريق الركن حسني بن سليمان قائد الدرك الملكي، وحفيظ بن هاشم مدير الأمن الوطني، وحميدو العنيقري المدير العام للاستخبارات المدنية وكوادر الوزارة. في غضون ذلك، توالت ردود الفعل ازاء اقالة البصري التي اعتبرت مؤشراً الى بدء مرحلة جديدة. وقال مصدر حزبي ل"الحياة" ان الملك محمد السادس اختار اقالة البصري بعد مرور مئة يوم على خطابه الأول للعرش. وقال اسماعيل العلوي، زعيم التقدم والاشتراكية وزير التربية، ان ادريس البصري كان وزيراً مثل غيره من المسؤولين ينفذ السياسة الحكومية. وأضاف: "اذا كان يعتبر مسؤولاً في اطار هذه الاختيارات عن كثير من التجاوزات في المهمات المسندة اليه، فان استبداله بوزير آخر لا يمكن ان يضع حداً لمثل هذه التجاوزات ما دامت الاختيارات نفسها قائمة". ووصف السيد عيسى الورديغي زعيم الحزب الاشتراكي اليموقراطي الحدث بأنه "طبيعي" في الأنظمة الديموقراطية التي تحتاج الى تجديد. اما وزير الصحة السابق السيد عبدالرحيم الهروش فرأى ان البصري "كانت له قدرة وطاقة عمل فائقة ومدهشة، وكان وفياً في خدمة العرش". وكتبت امس صحيفة "العلم" التي يصدرها حزب الاستقلال المشارك في الحكومة، ان اقالة البصري تعني "تحرير الديموقراطية من أخطر خصومها". واتّهمته بتزوير الانتخابات التي اشرفت عليها الداخلية. وعنونت خبر الاقالة ب"انتهاء عهد ادريس البصري". لكن صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي تساءلت ان كان التغيير سيطاول الاشخاص ام الاختصاصات والصلاحيات. ودعت الى اصلاح وزارة الداخلية لتصبح "مثل بقية الوزارات" بما يترجم المفهوم الجديد للسلطة الذي امر به الملك محمد السادس. في حين اكتفت صحافة المعارضة بنشر خبر الاقالة من دون الدخول في تفاصيله.