أقراص تؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة في اليوم توقف صلع الرأس لدى الذكور وتجدد شعرهم. اسم الأقراص "بروبيسيا" PROPECIA وبرهنت التجارب على نجاحها في وقف تساقط الشعر لدى الذكور، وعكس عملية الصلع. وبلغت نسبة النجاح نحو 86 في المئة بعد تناول الأقراص فترة ما بين 6 شهور وسنتين. الأقراص من انتاج عملاق شركة صناعات الأدوية الأميركية "ميرك آند دوميه"، وطرحت بداية العام الماضي في أسواق الولاياتالمتحدة، واجيز بيعها لحد الآن في 38 بلداً، بينها فرنسا وألمانيا وسويسرا. لكنها تواجه انتقادات في بريطانيا، حيث يرى بعض الأطباء أن مفعولها يزول عند التوقف عن تناولها، كما يُخشى من إصابتها بعض الأشخاص بأعراض جانبية كالعّنة. تُعتبر أقراص "بروبيسيا" أول علاج حقيقي للصلع يؤخذ عن طريق الفم. ولا يتوفر لحد الآن أى علاج ناجع للصلع باستثناء عمليات زرع بويصلات الشعر المكلفة وغير المضمونه. وعلى رغم كثرة الادعاءات منذ قديم الزمان حول مفعول مختلف أنواع العلاج فان علاج الصلع بقي في عداد الأحلام. ولا تختلف الوصفات التي تزخر بها اعلانات الصحف اليوم عن الوصفة السحرية لملكة مصر كيليوباترا قبل أكثر من ألف عام والتي كانت تتكون من مزيج معقد الصنع من عظام الفئران وأسنان الخيل وشحم الدببة ونخاع الغزلان. وتعود صعوبة وقف زحف الصلع الذي يصيب نصف الرجال تقريباً الى أسبابه الهرمونية. فالشعر يخف ويتساقط عندما تبدأ إنزيمات معينة في جسم الرجال بتحويل هرمونات الذكورة testosterone التي تنتجها الخصيتان الى مادة كيماوية تضعف بصيلات شعر الرأس وتوقف عملها جزئياً أو كلياً. والأنزيمات هي مواد عضوية تقوم بوظائف حيوية داخل الجسم وتغير تركيب المواد. وقد اكتُشف مفعول أقراص "بروبيسيا" بالصدفة خلال استخدامها لعلاج حالات تضخم غدة البروستات. وتحتوي "بروبيسيا" على عقار "فيناستيراد" finasteride الذي يعطل عمل هذه الإنزيمات ويقلل المادة الهرمونية التي تضعف عمل بويصلات الشعر وتؤدي الي الصلع. ويستغرق ظهور مفعول الأقراص ما لا يقل عن 6 شهور من تناولها بشكل يومي، لأن الشعر يمر بشكل طبيعي بدورات نمو وتوقف وتراجع. ويفقد الرأس يومياً نحو 100 شعرة وقد يؤدي هذا الى تساقطه كله لولا تجدده ونموه المستمران. وشعر الأشخاص الصلعين يضم كباقي الناس 100 ألف بصيلة شعر، ولا تموت هذه البصيلات لدى الصلعين، بل تخلد الى الراحة فقط. وتؤثر "بروبيسيا" على دورة الشعر وتزيد في طول الشعرات الموجودة وسماكتها. مفعول الدواء وذكرت راشيل ميشيل مديرة العلاقات للشركة الأميركية المنتجة للأقراص أن التجارب اجريت على الأقراص حول العالم، وأكدت شهادات المرضى أنفسهم والأطباء المعالجين أنها تزيد عدد الشعرات في الرأس وتعيد الشعر الى الظهور والنمو. وقالت ميشيل ل"الحياة" أن التحسن استمر خلال سنتين من تناول الأقراص حيث ظهر أن 5 من كل 6 رجال تناولوا "بروبيسيا" حافظوا على الشعر في قمة الرأس، وعاد الشعر الى النمو في رؤوس 2 من كل 3 رجال بعد سنتين من تناولهم الأقراص. ولم تنشأ أعراض جانبية عنها إلاّ بنسبة ضئيلة تقل عن 2 في المئة، واختفت هذه الأعراض عند توقف الأشخاص عن تناولها، كما اختفت الأعراض لدى الأشخاص الذين قرروا الاستمرار في العلاج. وتعالج أقراص "بروبيسيا" الصلع الذي يصيب الرجال فقط لأسباب هرمونية وليس نتيجة الاصابة بأمراض جلدية أو نفسية، ولا تؤثر على تساقط الشعر لدى النساء. ويقتصر التأثير على شعر الرأس فقط ولا يؤدي الى غزارة الشعر في مناطق اخرى من الجسم. ويتناول حالياً أقراص "بروبيسيا" نحو مليون رجل حول العالم. وأجازتها أخيراً السلطات الصحية البريطانية، لكنها لم تعتبرها ضمن أولويات الرعاية الصحية للمواطنين. وأثار الموقف من الأقراص خلافات حول ما إذا كان الصلع الذي يصيب نصف الرجال تقريباً مرضاً، وهل يُعتبر من الأمراض التي تؤثر على الصحة العامة وينبغي على الدولة بالتالي تحمل نفقات علاجه؟ جينات الأمل ومع أن للصلع آثاراً نفسية على الرجال ويسبب مشاكل اجتماعية وعائلية أحياناً إلاّ أنه لا يعتبر مشكلة صحية، ولم يسبب عطلاً للمصابين به. أقرت بذلك راشيل ميشيل، إلاّ أنها قالت أن وجود الأقراص يعني أن الرجال المرضى بالصلع لن يضطروا للاستسلام لحالهم. وأثارت الأقراص انتقادات من جانب الأوساط الطبية، حيث أشار الدكتور أدريان بيركلي الأمين العام لمعهد علاج الصلع البريطاني الى أن مفعولها يزول عند التوقف عن تناولها ويعود الشعر الى التساقط. وذكر بيركلي أن العالم يشهد كل بضع سنوات ظهور عقاقير يدّعي منتجوها أنها معجزة لعلاج الصلع. "لكن ذلك غير صحيح اطلاقاً وأفضل ما يمكن قوله بصددها أنها قد تنفع بعض الناس لبعض الوقت وليس كل الناس كل الوقت". والعلاج الوحيد الناجع للصلع في رأى بيركلي هو الذي يعالج أسبابه الجينية، لأن صلع الرجال وراثي. وقد اكتشف العلماء الجينات التي تتحكم بنمو الشعر، ويطلق عليها اسم SHH. وبينت تجارب اجريت في الولاياتالمتحدة أن تعريض المناطق الصلعاء لهذه الجينات يحفز الشعر على معاودة النمو. والجينات جزيئات كيماوية في نواة خلايا الجسم يرثها الشخص بالتساوي من الام والأب ، وتحدد جميع ملامحه وصفاته الجسدية والعصبية. وكشف المسح الجيني لجسم الانسان عن جينات يُعتقد بأنها مسؤولة عن تعرض الناس لأمراض معينة كالسرطان والتدرن والربو وحتى الأمراض النفسية كالكآبة والإدمان.