اكتشف العلماء الجينات المسؤولة عن الصلع الذي يصيب ملايين الرجال وبعض النساء. يطلق على الجينات المسؤولة عن الاصابة بالصلع اسم SHH. وذكر تقرير في مجلة "الاستقصاء الطبي" Clinical Investigation الأميركية أن هذه الجينات التي تتحكم بنمو الشعر تلعب دوراً حاسماً في حياة الجنين داخل الرحم. فهي التي تقسم دماغ الجنين الى أقسام، وتؤدي قلتها في الجسم الى ولادة أجنة مشوهين بعيون واحدة. وتنصرف الجينات بعد الولادة الى رعاية شعر الانسان وتنظيم دورة نشاط الشعر الذي يمر عادة بمراحل النمو والتراجع والتوقف. 100 ألف شعرة يوجد في رأس الأشخاص الصلعين، كباقي الناس 100 ألف بصيلة شعر، ولا تموت هذه البصيلات لدى الصلعين، بل تخلد الى الراحة فقط. وذكر الباحث الطبي الأميركي الدكتور رونالد كريستال أن تجارب على الفئران قام بها الفريق الطبي الذي يشرف عليه في كلية الطب في جامعة كورنيل في نيويورك بينت أن تعريض المناطق الصلعاء في الرأس لجينات SHH يحفز الشعر على معاودة النمو. ولم تتم لحد الآن تجارب على البشر لكن الأطباء يتوقعون أن تؤدي تجارب كهذه الى نتائج مثيرة. وقال الدكتور إرفين أبستاين المختص بالأمراض الجلدية أن الأمل كبير في أن يحفز هذا الجين الشعر على استئناف النشاط والخروج من حالة السبات. ولم يستبعد الباحث الأميركي اللجوء الى هذا الجين في القريب العاجل لعلاج الصلع لدى البشر. وحقن فريق البحث الطبي المادة الجينية في بصيلات الشعر لدى الفئران المعالجة، مستخدماً إحدى الفيروسات التي تسبب الزكام. ويتم بهذه الطريقة نزع المادة الجينية التي تسبب الزكام واستبدالها بجين تنمية الشعر واستخدام الفيروسات كعربات حاملة لجين الشعر الى البصيلات. وتم حقن الفيروسات داخل بصيلات فأر يمر شعره بمرحلة توقف. ومن أجل تمييز الشعرات التي تحفزها الجينات على النمو عن الشعرات الموجودة فعلاً تم صبغ الشعرات الموجودة بصبغ الشعر الأشقر. ولوحظ بعد أيام أن المناطق التي تم حقنها بالجينات اكتست بخصل فوارة من الشعر الأسود، وهو اللون الطبيعي لشعر الفأر. وكشف التحليل أن الجينات أثرت على المناطق المحقونه فقط ولم يتعدّ تأثيرها الى مناطق اخرى في الشعر. وظهر أيضاً أن الحقنة الجينية أجبرت البصيلات التي حقنت بها على استئناف النمو في حين بقيت البصيلات الاخرى في حالة توقف عن النمو. ويرجح الأطباء أن علاج البشر الصلعين قد يستدعي إجراء حقنات عدة في قحف الرأس، ولا يمكن اعتماد العلاج الجيني طبياً إذا لم يحفز على نمو الشعر بشكل كثيف. وقد تكفي في هذه الحال حقنة واحدة في كل موضع من دون الحاجة الى تكرارها في دورة لاحقة للشعر. وتستغرق دورة بصيلات شعر الإنسان أربع سنوات تتعاقب خلالها مراحل النمو والتراجع والتوقف. لكن الدورات تقصر مع العمر، وهذا هو السبب في أن شعر المراهقين ينمو كثيفاً في فترة قصيرة بالمقارنة مع الكبار. والجينات جزيئات كيماوية في نواة خلايا الجسم، يرثها الشخص بالتساوي من الام والأب، وتحدد جميع ملامحه وصفاته الجسدية والنفسية ربما. وكشف المسح الجيني لجسم الانسان عن جينات يُعتقد بأنها مسؤولة عن تعرض الناس لأمراض معينة كالسرطان والتدرن والربو وحتى الأمراض النفسية كالكآبة والإدمان. ويساهم علماء من جميع البلدان في مشروع دولي لتشخيص جميع الجينات التي يتكون منها الانسان وتحديد دورها في الأمراض والصفات المختلفة لكل انسان.