بدأت تظهر سريعاً نتائج منح مجلس الوزراء تراخيص جديدة لوسائل اعلام مرئية ومسموعة قبل إنجاز المخطط التوجيهي للموجات والترددات التي يُفترض ان توزّع على المحطات القديمة والجديدة. وأعلن امس تلفزيون "المستقبل" الذي يملك معظم أسهمه مقربون من رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ان تلفزيون الشبكة المستقلة للاعلام "آي.سي.أن." الذي يملك معظم أسهمه مقرّبون من المهندس هنري صفير وهو حليف للعهد الحالي، بدأ بثاً تجريبياً على الموجة 40 "يو.اتش.اف" التي يبث عليها "المستقبل" الى ساحل المتن وصولاً الى جونية. وقال مسؤول في "المستقبل" ان "الشبكة المستقلة" تتعمد البث على محطته في الثامنة مساء موعد نشرته الاخبارية. واضاف ان رئيس مجلس ادارة "المستقبل" نديم المنلا اتصل بوزير الاعلام أنور الخليل مرتين في الاسبوع الفائت فوعده الوزير بمعالجة الامر فوراً، ثم وعد بالدعوة الى اجتماع طارىء لمسؤولي المحطات التلفزيونية والاذاعية، ولكن الى الآن لم يتحرّك الوزير لتنفيذ وعده. ولاحظ المسؤول ان "البث المشوش على محطته كان قوياً الى حدٍ يصعب التصديق معه انه بث تجريبي فحسب. علماً ان مجلس الوزراء اللبناني كان ألغى المخطط التوجيهي الذي وضعته الحكومة السابقة، وطلبت الحكومة الحالية من التلفزيونات الاستمرار في استعمال الاقنية التي تبث عليها ليتم لاحقاً توزيع الاقنية". واعترض "المستقبل" في كتاب وجهه عبر محاميه مطر مطر الى "آي.سي.ان." استعماله القناة. مدير الاخبار والبرامج السياسية في "آي.سي.ان." سركيس ابو زيد لم ينفِ استعمال مؤسسته القناة، لكنه أكد "ان حقها فيها يعود الى استعمالها لها قبل توقفها عن البث عام 6199". وأشار الى ان مجلس الوزراء اللبناني "سبق أن أبطل مراسيم توزيع الاقنية على التلفزيونات". ولفت الى انه اتصل برئيس مجلس ادارة تلفزيون المستقبل لتسوية الامر معه الا انه لم يلق جواباً". وقال "ان معدات محطتنا استقدمت من ايطاليا، وعندما كنا على الهواء اختار لنا المهندس الايطالي القناة 40 لنبث عليها، واليوم لكي نبدّل الموجة هذه علينا استقدام مهندسين من ايطاليا". "الحياة" حاولت الاتصال بالوزير الخليل لسؤاله عن الموضوع فلم تحصل على جواب، إذ كان غائباً عن السمع. ويبقى السؤال عن المخطط التوجيهي الذي يرعى العلاقات التقنية بين التلفزيونات ملحاً أكثر بعدما تضاعف عدد المرخص لها وبسبب ما تحمله هذه الالتباسات من مضامين سياسية، يمكن تفسيرها فوراً جزءاً من التجاذب السياسي الحاصل.