بات استبعاد رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري من منصبه مرجحاً بعدما انخفضت اسهمه بشدة, وصار استمراره على رأس الوزارة الجديدة احتمالاً بعيداً. ويؤدي الرئيس حسني مبارك اليمين القانونية اليوم في جلسة لمجلس الشعب ليبدأ بعدها رسمياً ولايته الرابعة، ثم يلقي خطاباً يحدد فيه ملامح سياساته في المرحلة المقبلة. وكان الرئيس المصري أكد قبل الاستفتاء على الولاية الجديدة يوم 26 ايلول سبتمبر الماضي وبعده، عزمه على اجراء تغييرات واسعة في المناصب المهمة وعلى رأسها الوزارة والمحافظون عقب أدائه اليمين القانونية، فساد مناخ من التكهنات المتضاربة باسماء المسؤولين الذين سيستبعدهم والمرشحين لخلافتهم. وفي هذا الإطار، رجحت مصادر مطلعة الا يكلف الجنزوري اعادة تشكيل الحكومة، مشيرة الى انه سيعهد بالمهمة الى آخر سيعلن اسمه إثر الاجتماع الاخير للوزارة الحالية، المقرر ان يعقد اليوم ويصاغ فيه خطاب الاستقالة. ولاحظت المصادر نفسها أن مناخاً ساد امس لتهيئة الرأي العام لتقبل استبعاد رئيس الوزراء الحالي. إذ بدأت صحف "قومية" بتوجيه انتقادات حادة إلى الجنزوري، خلافاً لما كانت تتبعه هذه الصحف في تعاملها مع رؤساء الوزارات. واعتبرت صحيفة "الجمهورية" أن أداء حكومة الجنزوري "لم يكن بالصورة التي رسمها المواطنون في اذهانهم"، كما انها "لم تحقق الاهداف الكبرى التي حددها الرئيس مبارك لاعضائها في خطاب التكليف والتي انحصرت في صياغة رؤية مستقبلية، بعيدة المدى لمصر في القرن الثاني والعشرين". وأكدت ان المرحلة المقبلة "تتطلب شخصيات جديدة تملك رؤى ناضجة وتنفيذ سياسات أكثر تطوراً". واضافت: "لا بد أن نعترف بأن الجماهير كانت علقت آمالاً عريضة على حكومة الجنزوري لكن الصدمة او الصدمات بدت هائلة وسرعان ما تحطمت الآمال على صخرة الضعف الاداري والغرور الزائد والانفصالية والجزر المعزولة والشللية وحب الذات، وكلها عوامل نقص ضربت اطنابها في جذور الحكومة فتوالت السلبيات وتعددت مواطن الضعف واخذت المشاكل تتفاقم مما استلزم ضرورة التدخل الذي يجيء في موعده المناسب تماماً". وجاء كلام الصحيفة القريبة من مؤسسة الرئاسة، مخالفاً للخطاب الاعلامي الرسمي الذي ساد في مصر طوال الفترة التي رأس فيها الجنزوري الوزارة، والتي كانت الانتقادات فيها توجه الى أداء بعض الوزارات من دون تناول رئيس الحكومة نفسه او الحكومة مجتمعة الى حد ان تكهنات رشحت تولي الجنزوري منصب نائب رئيس الجمهورية الخالي منذ تولي مبارك مقاليد الحكم عقب اغتيال الرئيس الراحل انور السادات قبل 18 عاماً. ولد الجنزوري في 12 كانون الاول 1933 وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ولاية ميتشجان الاميركية، وعمل استاذاً في معهد التخطيط القومي العام 1973 ثم وكيلاً لوزارة التخطيط في العام التالي. وعين محافظاً للوادي الجديد العام 1976 ونقل محافظاً لبني سويف في العام التالي، ودخل الوزارة للمرة الأولى في حكومة الدكتور فؤاد محيي الدين العام 1982 وزيراً للتعاون الدولي واحتفظ بمنصبه في حكومة الفريق كمال حسن علي ورقي الى نائب رئيس للوزراء، تم تولى منصب رئيس الوزراء في كانون الثاني يناير 1996.