سجل تطور في العمليات العسكرية في جنوبلبنان تمثل بعمليتين شنّتهما "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" على موقعين إسرائيليين، في وقت أدى القصف الإسرائيلي بقذائف إنشطارية على إحدى القرى الجنوبية الى سقوط 4 جرحى مدنيين. أعلنت "حركة الجهاد الاسلامي" في فلسطين بزعامة الدكتور رمضان عبدالله شلّح ان "احدى مجموعاتها هاجمت صباح امس موقع السويداء الاسرائيلي، داخل الشريط الحدودي المحتل بالاسلحة المباشرة والرشاشة ما أدى الى اصابة الدشم الرئيسية الغربية والجنوبية والتحصينات "اصابة مباشرة وأكيدة". وأضافت في بيان امس "ان مجموعة ثانية كانت تهاجم في الوقت نفسه موقع الطهرة بالاسلحة الصاروخية". وتحدثت عن "تحقيق اصابات مؤكدة". وأكدت "انها ماضية قدماً في طريق الجهاد حتى تحقيق النصر ودحر اعداء الأمة اليهود عن أرض وطننا فلسطين". وأوضح مسؤول في "الجهاد" من دمشق ان "لا علاقة للعمليتين بالذكرى الرابعة لاستشهاد" الدكتور فتحي الشقاقي الامين العام السابق للحركة الذي اغتالته "اجهزة المخابرات الاسرائيلية" موساد في 25 تشرين الاول اكتوبر 1995. وقال "المسألة حصلت في سياق العمل الميداني العادي، اذ ان المجاهدين وجدوا فرصة للقيام بعمل، فتعاملوا مع ذلك ميدانياً"، مشيراً الى وجود "تنسيق كامل ودائم مع "حزب الله" في الجنوب، اذ اننا موجودون على الارض منذ سنوات، ونقوم بأعمال دائمة نعلن عن بعضها احياناً". وأجريت امس اتصالات بين الدكتور شلّح وممثلي الحركة في بيروت، وقال المسؤول نفسه ان "الرسالة السياسية" التي ارادت الحركة ايصالها هي ان "الجهاد الاسلامي مشروع جهادي مستمر، والجهاد يقع في رأس اولويات عملنا في اي مكان نكون فيه". وأكد ممثل الحركة في لبنان ابو عماد الرفاعي ل"الحياة" ان "هذه العملية ليست الأولى التي يعلن عنها في جنوبلبنان، اذ سبقتها عشرات العمليات، منها واحدة في وادي السلوقي عام 1997 وسقط لنا فيها ثلاثة شهداء، وتدخل الصليب الاحمر الدولي وقتها وحصلت عملية تبادل". واستغرب "الضجة الاعلامية التي أثيرت على عملية تأتي في اطار استمرار الصراع مع العدو الاسرائىلي". ونفى ان يكون هدف العملية توجيه رسالة الى احد أو ان تكون خاضعة لموقف سياسي أو مناسبة معينة "فنحن لسنا معنيين بتوجيه رسائل الى أحد". وقال "ان رسالتنا واضحة وهي موجهة الى العدو الاسرائىلي وحده من ضمن صراعنا مع الكيان الذي يغتصب فلسطينوجنوبلبنان والاراضي العربية الاخرى". واضاف "ان للعملية علاقة باستمرار نهج المقاومة ونحن ملزمون كشعب فلسطيني، ان نقف مع اخواننا في لبنان في مقاومة المحتل الاسرائىلي". وأوضح "ان العملية اقتصرت على تقدم المجاهدين الى نقاط متقدمة أي على مقربة من موقعي السويداء والطهرة، وقصفهما بالقذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة من دون دخولهما أو حصول مواجهة. وأدى ذلك الى تدمير دشم الموقعين وتحصيناتهما". وأكد "ان هذه العملية لن تحدث ضجة لدى اللبنانيين أو أي مواقف سلبية". وسئل: ألا تسبب لكم احراجاً لبنانياً؟ أجاب "على العكس نحن معنيون باظهار تضامن الشعب الفلسطيني مع الشعب اللبناني والوقوف الى جانبه، اذ لا يجوز ان يقف الشعب اللبناني منفرداً"، مؤكّدا "ان الصراع مع العدو مستمر على أرض فلسطين وفي جنوبلبنان"، مستبعداً "ان يكون للعملية أي علاقة بالصراع الفلسطيني - الفلسطيني داخل لبنان". وذكرت أوساط فلسطينية ل"الحياة" انها لا تستبعد ان يكون خيار توقيت العملية الذكرى الرابعة لاغتيال احد قادتها الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995، وفي الوقت نفسه لتأكيد حضور الحركة. 4 جرحى الى ذلك، عشية اجتماع لجنة المراقبة لوقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل للبحث في شكاوى عدة رفعت اليها، خرقت اسرائيل قبل ظهر امس التفاهم بقصفها احياء سكنية في بلدة عربصاليم في إقليم التفاح بالقذائف الانشطارية المحرمة دولياً. وأدى ذلك الى جرح اربعة مواطنين وتضرر منازل وسيارات كثيرة وشبكة الكهرباء، وتسبب بحال ذعر في صفوف المواطنين الذين هرعوا الى الاختباء في منازلهم، في حين اقفلت المدارس والمحال التجارية. والجرحى هم: جواد محمد موسى 35 عاماً وزوجته منى أحمد حمود 30 عاماً وطفلتهما عفيفة 8 سنوات، ووالدته مريم موسى 65 عاماً. وأفادت مصادر طبية ان الجريحة منى حمود وهي حامل في شهرها الثالث نقلت الى مستشفى غسان حمود في صيدا لخطورة اصابتها. ونفذت طائرات حربية اسرائيلية غارة قبل ظهر امس على محيط جسر حبوش شرق النبطية مستهدفة اياه بصاروخي جو - أرض. من جهة ثانية، ذكر وافدون من المنطقة المحتلة ان قوات الاحتلال اعتقلت الفتى علي محمد عبدالحسن سرور 13 عاماً من بلدة عيتا الشعب، واقتادته الى معتقل الخيام، بعدما كانت اعتقلت والديه وأخوته قبل نحو شهر. واعتقلت ايضاً المواطنة نجوى سمحات مع زوجها وطفلها أحمد في بلدة عيناتا واقتادتهم الى سجن الخيام. وكانت المخابرات الاسرائيلية اعتقلت اول من امس والدي فاطمة جعفر التي افرج عنها قبل اسبوعين نتيجة تدهور حالها الصحية، واقتادتهما الى مركز ال17 في بنت جبيل.