طالب قادة الثوار المسلمين في جنوب الفيليبين باستفتاء على غرار تيمور الشرقية، لوضع حد لحربهم مع مانيلا التي استمرت 21 عاماً. وجاء ذلك في مستهل مفاوضات مع ممثلي الحكومة في جزيرة مينداناو. ورفض ممثلو الحكومة اي كلام عن دولة مستقلة للمسلمين في الفيليبين. سلطان كودارات الفيليبين - اف ب - استأنف ممثلو الحكومة والثوار المسلمين في الفيليبين محادثاتهم امس الاثنين، في مدينة سلطان كودارات الواقعة في جزيرة مينداناو جنوب، بغية التوصل الى اتفاق سلام من شانه وضع حد لحرب استمرت 21 عاما. واعرب الجانبان عن وجهتي نظر متعارضتين تماما حول اقامة دولة اسلامية مستقلة في اراضي المسلمين جنوب البلاد. وقال زعيم الثوار هاشم سلامات ومسؤولو جبهة مورو للتحرير الاسلامي وهي الجناح الرئيسي للثوار والتي تجري مفاوضات مع الحكومة، انهم يستوحون مثال تيمور الشرقية للمطالبة بتنظيم استفتاء حول استقلال الدولة الاسلامية. الا ان الامين التنفيذي للرئاسة الفيليبينية رونالدو زامورا حذر من ان الحكومة سترفض اي مطالبة باقامة دولة مستقلة. وقال زامورا: "لن نقبل اطلاقا صيغة الاستقلال ونحن واثقون من ان جبهة مورو لن تطرح هذه المسالة". وياتي الاحتفال باستئناف الاتصالات رسميا بين الحكومة والمتمردين اثر سنتين من المفاوضات التي كانت تتوقف بشكل مستمر بسبب المناوشات بين الجانبين والتي اسفرت عن مقتل العشرات في صفوفهما. واعلن رئيس الوفد الحكومي الفيليبيني الجنرال اورلاندو سوريانو في الخطاب الذي القاه امام جمع من المسلمين قدر بخمسة الاف شخص: "فلندع الماضي خلفنا ولندفن ذكريات الحقد والعنف". وعلى ممثلي الحكومة والمتمردين ان يقرروا في لقاء مقبل موعد استئناف المحادثات الرسمية بين الجانبين والتي ستخصص للتحضير لمفاوضات السلام بحد ذاتها. ولم يتم تحديد موعد لهذه الاتصالات امس. ويذكر ان جبهة مورو للتحرير التي تضم قرابة 15 الف مقاتل، تواصل الكفاح من اجل اقامة دولة مستقلة على الرغم من التوصل الى اتفاق سلام عام 1996 بين مانيلا والحركة الانفصالية الاساسية المسلمة وهي جبهة مورو للتحرير الوطني. ورفضت جبهة مورو للتحرير الاسلامي الالتزام بهذا الاتفاق الذي يمنح استقلالا ذاتيا محدودا لاربع مقاطعات ذات غالبية مسلمة جنوب الفيليبين. ومعلوم ان سكان جزيرة مينداناو الكاثوليك توافدوا اليها في موجات هجرة متتالية خلال اربعة قرون شجعهم عليها الاستعمار الاسباني.