ناقش رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع الرئيس الزائر جيانغ زيمين سجل الصين السيء في مجال حقوق الانسان، لكن العلاقات التجارية بين البلدين كانت في اولوية المناقشات في جدول الاعمال، ما اثار احتجاجات مناهضين لبكين. لندن - رويترز - اتهم محتجون مناهضون لبكين حكومة حزب العمال البريطاني برئاسة توني بلير امس الخميس بالتخلي عن بنود برنامج العمل الذي فازت بموجبه في الانتخابات البرلمانية والتي تقضي باعتماد سياسة خارجية تستند الى المبادئ الاخلاقية. وجاء ذلك بعد اصدار الحكومة الامر الى الشرطة البريطانية بالتعامل بصرامة مع المتظاهرين ضد الرئيس الصيني جيانغ زيمين الذي يزور بريطانيا. ونفت الحكومة ذلك لكنها لم تخف سعيها الى عدم احراج الرئيس الصيني، فيما العلاقات التجارية بين البلدين في الميزان. واحتفت بريطانيا من خلال الاستقبالات الرسمية، بالرئيس الصيني وجعلته يحل ضيفاً على الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر بكنغهام. وقال جون باتل الوزير في وزارة الخارجية البريطانية انه يتعين على بريطانيا انتهاج وجهة نظر اشمل وممارسة ضغوط على بكين بطريقة مهذبة. ونسبت هيئة الاذاعة البريطانية اليه قوله ان "هذه الزيارة تتعلق بما هو اكثر من حقوق الانسان. انها تتعلق بالتجارة والتبادل الثقافي الاشمل". وفي وقت تصر الشرطة على انها تستخدم الوسائل العادية لتأمين زيارة جيانغ، حدثت ضجة في صفوف حزب العمال الحاكم. وقالت آن كلويد رئيسة المجموعة البرلمانية لحقوق الانسان المؤلفة من كل الاحزاب، انها تشعر بالقلق لان الشرطة تعاملت "بقسوة بالغة" مع المحتجين. وجاء اول اجتماع رسمي بين بلير وجيانغ امس، بعد يومين لاحق خلالهما دعاة حقوق الانسان الرئيس الصيني في انحاء لندن للاحتجاج على سجل بكين في حقوق الانسان بشأن اقليم التبت والمنشقين السياسيين والطائفييين. وقال ناطق باسم بلير مساء اول من امس ان "رئيس الوزراء سيثير قضية حقوق الانسان في بداية المحادثات. وخلال المناقشات سيتم تناول جميع القضايا التي نريد اثارتها وسيشمل ذلك التجارة وحقوق الانسان". وتؤكد احصاءات وزارة الخارجية على ان قضية التجارة بالغة الاهمية في ضوء حجم صادرات بريطانيا الى الصين التي تبلغ بليون جنيه استرليني 67،1 بليون دولار وواردات بريطانيا من الصين التي تبلغ 9،2 بليون جنيه سنوياً.