ابلغت مصادر مطلعة في اسلام آباد "الحياة" أمس أن رئيس الوزراء الباكستاني المعزول نواز شريف معتقل حالياً في قلعة "أتك" التي تبعد نحو 120 كلم عن إسلام آباد، على الطريق المؤدية الى بيشاور، فيما أكدت مصادر في الخارجية الباكستانية ل "الحياة" أن القيادة العسكرية وافقت على طلب تلقته من رابطة دول الكومنولث لمقابلة شريف. الى ذلك، أكدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في حديث الى "الحياة" نصه ص 8 انها لا ترى فائدة من عودتها الى باكستان حالياً، خصوصاً ان قائد الانقلاب الجنرال برويز مشرف "مشغول جداً هذه الأيام". وقالت بوتو انها سرت بالمواقف المعتدلة التي اعلنها مشرف، فهو "رجل طيب ولديه أفكار جيدة... ولكنه عسكري. ودول العالم لا تتعامل مع الديكتاتوريات العسكرية". وحذرت من ان باكستان معرضة لخطر انتشار الاصولية والتحول الى أفغانستان أخرى. في الوقت نفسه، انتقد زعيم الجماعة الإسلامية القاضي حسين أحمد تصريحات مشرف التي أبدى فيها إعجابه بمؤسس الدولة العلمانية في تركيا مصطفى كمال أتاتورك، معتبراً ان "لا مكان للشيوعية والعلمانية، ويسمح للنظام الإسلامي فقط. ومن لديه ميول أخرى عليه أن يغادر باكستان". كذلك طالب العرّاب الباكستاني لحركة "طالبان" ملا فضل الرحمن، قائد الانقلاب بتعيين خبير في الشؤون الإسلامية في مجلس الأمن القومي المقترح انشاؤه. أما زعيم جمعية علماء الإسلام سميع الحق فاتهم الإعلام الغربي بمحاولة اظهار مشرف بمظهر الرجل العلماني "لتشويه سمعته". شريف وأبلغت مصادر ديبلوماسية في اسلام آباد "الحياة" ان رئيس الوزراء المعزول معتقل في قلعة أتك على الطريق المؤدية الى بيشاور. واكد شهود قدموا من منطقة قريبة من القلعة، أنهم لاحظوا تعزيزات أمنية مشددة حولها وأعداداً من السيارات العسكرية وعناصر متمترسة خلف أكياس من الرمل. معلوم أن هذه القلعة تستخدم عادة كسجن سياسي. وكان الناطق العسكري الباكستاني العميد راشد قريشي ذكر أن صحة رئيس الوزراء المعزول جيدة وأن التحقيقات بدأت معه بشأن الفساد. في غضون ذلك، يتوقع أن تقوم لجنة تقصي حقائق تابعة للكومنولث بزيارة باكستان قريباً لدراسة الوضع غداة الإنقلاب. وأكدت مصادر في الخارجية الباكستانية ل"لحياة" تلقيها طلباً من الكومنولث بشأن لقاء اللجنة رئيس الوزراء المعزول، مشيرة الى أن القيادة العسكرية وافقت على طلب الرابطة.