قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش ان "أي شخص عاقل لا يمكن أن يرفض الحوار كمسألة مبدأ في هذه المرحلة العصيبة التي تمر فيها القضية الفلسطينية، لكن الحوار من حيث المبدأ شيء والحوار مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شيء آخر". وأضاف حبش رداً على سؤال خلال مقابلة أجرتها معه اذاعة "الصوت العربي الحر"، وهي اذاعة محلية أميركية للعرب، "ان الجبهة الشعبية دعت للحوار مع الجميع بمن في ذلك عرفات عندما صار بنيامين نتانياهو رئيساً للحكومة الاسرائيلية، وكان لتلك الدعوة الى الحوار ما يبررها في ذلك الحين". وتابع حبش قائلاً: "لم يأبه عرفات بالحوار، ولم يأخذه على محمل الجد. ان على عرفات، مقابل الدولة ان يقدم تنازلات جوهرية، خصوصاً في قضايا القدس وحق عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات ... القضايا الأخرى كالمستوطنات والمياه وحدود الدولة المقلصة قد تكون على طاولة المفاوضات، بينما القدس وحق العودة لخمسة ملايين لاجئ لن تكون على الطاولة. كيف يمكن للشعب الفلسطيني أن يتخلى عن القدس وحق العودة؟ لهذا السبب صار عرفات فجأة متحمساً للحوار معنا: انه يريد غطاء لارتكاب مثل هذه الجريمة، وسبب معارضتي للحوار مع عرفات في هذه المرحلة هو انه يريد لنا أن نكون غطاء يعطي الشرعية لتنازلاته". وقال حبش ان غالبية رفاقه في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أيدوا الحوار مع عرفات فيما عارضه هو "مما أدى الى تناقض حاد في داخلي". وأعلن حبش أنه ينوي الاستقالة من منصب الأمين العام للجبهة لثلاثة أسباب هي: "أولاً، اريد أن أعطي مثالاً على أنه ليس من الضروري ان يبقى أي أحد في هذا المنصب للأبد، وثانياً، أريد العثور على وقت للدراسة واستخلاص الدروس من التجربة السياسية لاكتبها لفائدة الأجيال القادمة ... وثالثاً أريد اقامة مركز للأبحاث يعنى بدراسة قضايا الكفاح الفلسطيني والعربي".