شباب اليوم، خصوصاً المراهقين، تراهم أمام شاشة الكومبيوتر في حال من الحضور واللاحضور. إنهم موجودون في المكان وغائبون عن الواقع. وفي حالات الادمان على الكومبيوتر قد يتفجر هذا الوضع مدمراً التقارب المنطقي بين الناس، وإذا بنا أمام حذر اجتماعي وقلق نفسي وجموح إلى العزلة. ذلك ان هذه الآلة، التي تضع العالم في يدي الشباب تبعده عن مجتمعه القريب، العائلة والأصدقاء. فحين ننظر إلى الشباب الجالس لساعات طويلة ونلاحظ تحركاته، ندرك تماماً كم هي قريبة إلى تلك الآلة خالية من الحيوية البشرية، ممكننة، تفتقر إلى أي إحساس أو عاطفة علماً أن للعواطف أهمية كبرى في إدارة حركاتنا المادة والمعنوية وهي الحافز في كل شيء في هذه الحياة. فهي في أصل كل معرفة وسلوك وهي التي تسمح للمرء بالانصات إلى صوته الخاص في تجلياته الفردية وانفعالاته وبالتالي إنسانيته. إنه خطر يداهمنا على الصعيد الإنسان. وثمة أسئلة كثيرة تطرح وتراودنا في مجتمعاتنا: كيف نحدد علاقة الشباب بالطبيعة والقيم، هل يحاول الشاب التفتيش عن بدائل؟ ما مدى تأثير الادمان على الكومبيوتر وإلى أي مدى يصبح الإنسان في خدمة التكنولوجيا بعد ان صنعها لتكون في خدمته، تتجاوب مع حاجاته؟ للوقوف على بعض الآراء التقيت عدداً من الشباب لتحديد علاقتهم بالكومبيوتر ودوره في حياتهم، كما التقينا رجال دين شرقيين للاطلاع على تأثير الكومبيوتر من الناحية الروحية، وكذلك بالأم المربية وكيفية تعاطيها مع هذا الجنون الجارف الذي يجتاح العائلة وتماسكها. وطبعاً كان لا بد أن التقي أيضاً الخبير في علم الاجتماع ليعطي رأيه في هذه الظاهرة. لبنى ناصر الدين، شابة لبنانية مقيمة في مونتريال، مجازة في علم الاحياء 26 عاماً، ترى ان الكومبيوتر يؤثر تأثيراً كبيراً على شخصية الفرد، مشيرة إلى ايجابياته وسلبياته. الأولى تكمن في أهمية سهولة التوصل إلى أكبر كم من المعلومات وآخر الأبحاث من دون عناء، فهي جاهزة وفي متناول الجميع مما يغني عن الذهاب إلى المكتبة للقيام بالأبحاث التي تتطلب وقتاً طويلاً، هذا إذا توافرت كل المعلومات التي تلزمها في بحث معين. ومع الانترنت يمكن التوصل إلى آخر الأبحاث والاكتشافات العلمية من دون متاعب التنقل. فالمعلومات ناضجة ويمكن قطاقها. من هنا استعمال لبنى ناصر الدين للكومبيوتر، فهو مصدر معلومات يساعدها في عملها ويبقيها قريبة من العصر وتطوراته. أما سلبيات هذه الآلة فتجدها لبنى في الابتعاد عن الناس. تقول: المرء يتروى أمام شاشته بعيداً عن أي متحرك، تحركه رغبته في الاكتشاف، يتفاعل مع الآلة من دون ان تتفاعل معه، مما يفقده شيئاً من حسه الإنساني ليجد صعوبة في اللقاء مع الآخرين والحديث معهم بأمور تدور بشكل طبيعي بين الأصدقاء. لبنى تفتقد الكتاب والطبيعة في زمن التكنولوجيا، وتعتبر نفسها شجاعة في تمكنها من الانعتاق من عبودية الآلة العصرية التي تبعدها عن ذاتها التي تجدها أكثر فأكثر في صفحات الكتاب وفي أي لقاء مع الطبيعة ومع الأصدقاء. فالنقاشات مع الأشخاص تثمر غنى شخصياً لا يمكن أن توفره آلة الكومبيتر. وتضيف لبنى ناصر الدين ان الجلوس إلى الكومبيوتر لساعات طويلة يترك عند المرء احساساً بفراغ ما، فهو يجد صعوبة في استرجاع نفسه وبديهته، والتفاعل مع الناس واكتساب خبرة قيمة. وتعتبر الكومبيوتر في حال الادمان خطراً اجتماعياً يداهمنا كشرقيين، فهذه العلبة يتعاطى معها الشباب بمفهوم العلم، فلا مكان للقيم في علاقته معها وهي تدفعه تدريجاً لتناسي القيم ليس رغبة منه، بل باعتبار ان العالم يسير نحو مستقبل لا يعترف إلا بما هو ملموس، نظامه واحد هو التكنولوجيا ولا نظم إنسانية تتخطى هذا المفهوم. وأثبتت دراسات حول استخدام الكومبيوتر ان مستخدميه بشكل يومي يشعرون بأنهم معزولون عن محيطهم، غير قادرين على استيعاب ما يريدوه الآخرون منهم بسرعة، فلا يمكنهم الدخول في أحاديث بصورة تلقائية إلا بعد استجماع أنفسهم للحظات يعودون خلالها إلى عالم الواقع. وقد تبدو هذه الحال واضحة لدى الشاب حسين منصور، لبناني مقيم في مونتريال 33 عاماً، الذي له مع الكومبيوتر باع طويل إن لجهة عمله أو لجهة تعلقه به في أوقات فراغه، فيصف علاقته بهذه الآلة بالحب والصداقة والمصلحة. بالنسبة إليه الكومبيوتر يشبه مثلث برمودا يجرفنا بلا وعي. يقول حسين: إني امضي ساعات طوالاً أمام شاشته مما يؤدي إلى اصابتي بنوع من التوتر وحب الابتعاد عن الضوضاء وعدم الرغبة بالاحتكاك بالمجتمع المحيط بيّ. هكذا أجد راحتي في الانعزال. ويشير إلى ان الكومبيوتر شيطان وملاك في الوقت نفسه، خصوصاً في ضوء التطور السريع في المجال التكنولوجي منذ خمسة عشر عاماً وحتى الآن، حيث أصبح بإمكانك ان ترى أي شخص في العالم على الشاشة البسيطة. ويقول حسين: في القرن الواحد والعشرين سيسقط معنى السفر والهجرة أو البعد عن الأحباء والأهل من خلال استعمال الكاميرا والصوت. ولي صديق في الولاياتالمتحدة على اتصال دائم مع أهله صورة وصوتاً فهم يتابعون من خلال الكومبيوتر تحركاته اليومية وكأنه موجود معهم. ويضيف حسين انه استغنى عن القلم والورقة في عملية الاخراج والتصميم الذي يتطلب الابتكار والابداع حيث أصبح من السهل اللجوء إلى الكومبيوتر لكثرة البرامج المتطورة والجاهزة في هذا المجال للخروج بتصاميم وأفكار من دون جهد فكري. ويعتبر ان الاتكال على البرامج الجاهزة معطلاً لعملية الابداع الإنساني. وقد عطل الكومبيوتر أيضاً اللقاءات الحسية بين الأصدقاء، إذ استعيض عنها بتبادل الأحاديث مع كثيرين عبر المواصلات اللاسلكية، التشاتينغ، مع غرباء في أي مكان في العالم. ولاحظ حسين منصور التفاوت في العلاقات الإنسانية بين أجيال ثلاثة: جيل الكتاب الذي يفكر ويقرأ ويكتب، وجيل الكومبيوتر الذي يقرأ من دون أن يكتب أو يفكر في البحث فهو يحصل عليه من دون عناء، والجيل الثالث يحاول أن يربط بين الكتاب والآلة ليماشي تطور العصر الذي أصبح يعتمد اعتماداً كبيراً على الكومبيوتر شركات وأفراداً. غير أن الادمان للتسلية أو لاستقصاء المعلومات وإقامة الصداقات لم يبعد حسين منصور عن الطبيعة، إذ يعتبرها ملاذه الوحيد وشحنة راحة لا بديل عنها، ربما لأنها أكثر ارتباطاً بالإنسان وهي محيطه الأول، كما انها مجال قيمه الروحية واخلاقياته التي يتمسك بها. وبالنسبة إلى أليز لطيف، لبنانية تعيش في مونتريال 18 عاماً، فهي طالبة في إدارة التجارة، تستطيع التحكم والسيطرة على جاذبية الكومبيوتر، على رغم أنه العالم في علبة صغيرة. وتقول اليز إن صداقتها مع الآلة لم تدم طويلاً، فهي تشعر انها تبعدها عن الناس وعن الطبيعة وتخلق توتراً نفسياً وعادات سيئة مثل التدخين. كما يحد الكومبيوتر من حركة الإنسان وحبه للتجديد، فإذا به يشبه الجدار. وتصف الطالبة اليز لطيف حالة الادمان هذه بالمأسوية. وتنفعل لتقول: تصوري انك تتكلمين إليه ويبقى صامتاً لا يجيب. فالإنسان يفقد هذا التفاعل الإنساني مع غيره مع الطبيعة والخيال ويأتي ليقضي على لذة الابداع والخلق. وبخبرتها الشخصية قالت اليز إن الكومبيوتر يؤثر على العلاقة بين أفراد العائلة الواحدة، فالطفل يستطيع مثلاً ان يدخل إلى أي موقع على الانترنت غير مسموح له بدخوله، لأنه يؤثر على تكوين شخصيته. والكبار يستبدلون الأحاديث بالجلوس أمام الكومبيوتر، وتبقى الأمور الحياتية الضرورية التي تربط العائلة الواحدة مهملة مما يؤدي إلى تلاشيها تماماً. وقد عاشت اليز هذه التجربة، وهي سعيدة انها تخلصت مما تصفه بالانغلاق على الذات، واستطاعت ان تضع حدوداً وخطوطاً حمراء لعلاقتها مع هذه الآلة المتطورة. فهي تعتبر ان الإنسان اخترع العلبة الصغيرة لمساعدته علمياً، لكنها ترفض ان تصبح نمطاً في حياتها يدفعها إلى السكوت والصمت والوحدة. طوني جدعون 31 عاماً لبناني مقيم في مونتريال يعمل في مجال الكومبيوتر وعلاقته تتعدى العمل إلى رفقة الشاشة الصغيرة. يحدد علاقته باللقاء غير الحسي مع هذه الآلة. يقضي ثماني عشرة ساعة وراء الكومبيوتر ويفضله، إذا خيّر، على اللقاء بالأشخاص، موضحاً ان ذلك يعود إلى شعوره بالخجل والخوف من الخطأ، مستطرداً: أمام الكومبيوتر لديّ فرص لتصحيح موقف أو حديث، أما في علاقتي وجهاً لوجه فقد أحاسب على الأخطاء ولا أملك مع الإنسان الآخر فرصة العودة عن الخطأ مما يسبب لي الاحراج. والأم ما رأيها في الموضوع؟ السيدة منى راسم، مترجمة معتمدة في كيبيك وأم عائلة لديها ثلاثة أبناء مولعين بهذه الآلة، تتخوف من تأثير الكومبيوتر على شخصيتهم. وهي الأم التقليدية التي تسعى دوماً لأن تكون علاقتهم بالكومبيوتر محدودة، فهي تلاحظ ان أولادها أصبحوا أكثر آلية، فجاءت المعلومة على حساب العلاقات الأسرية وقدرة الفرد على التعبير واكتساب اللغة. وهي تعطي مثلاً على ذلك ان أولادها كانوا يقرأون المجلات ويذهبون إلى المكتبة بشكل دوري، غير أنهم اليوم امتنعوا عن ذلك ويتسابقون للجلوس أمام الشاشة الالكترونية. وبدلاً من تمضية أوقاتهم في الطبيعة، يدخلون في شاشة الكومبيوتر إلى عالم خيالي يصارعون، يحاربون، يسابقون، إلى ما هنالك من ألعاب يتعلق بها الأولاد وتأخذ من وقت تربيتهم وتكوينهم النفسي والاجتماعي والثقافي. وهنا تجد الأم صعوبة في ضبط الأمر مع احساسها بالتنازل عن قيم وتقاليد معينة حتى لا تخلق عداء بينها وبين أولادها. وتضيف السيدة راسم: الصعوبة تكمن انني في جهوزية تامة، فهؤلاء المراهقون في استعداد دائم للصد والتصادم يتكلمون إليك الند للند، من واجبي كأم ان انقل إليهم القيم. انني في صراع دائم للحفاظ على اطر معينة لعائلتي لنتخلص فيها من آفة العصر وهي التفكك العائلي الذي ينتج عن تراكمات كثيرة وأهمها انقطاع التواصل والتفاعل بين أفراد الأسرة. وعن رأي رجال الدين في الأمر، التقيت الشيخ السيد نبيل عباس في مونتريال، فقال: في العقد الأخير من القرن الحالي برزت تأثيرات الكومبيوتر على البشر لا سيما في حياة الشباب والأطفال. وهذا الاختراع تترتب عليه ايجابيات وسلبيات. لن نكون مأسويين في استعراضنا فبعض الناس كانوا يقولون إن الأمي هو الذي يجهل القراءة والكتابة، ولكن الأمي اليوم هو الذي لا يعرف استخدام الكومبيوتر. الكومبيوتر في النهاية بنك للمعلومات يمكن لأي كان استعمالها في مجاله وتعود عليه بالفائدة. لكن هناك مشكلة يعاني منها الروحيون والزمنيون هي انكباب هذا الجيل على الكومبيوتر لساعات طوال إلى حد الافراط، وهذا تنتج عنه جملة من الأضرار بعضها جسدي كضعف النظر والقابلية للسمنة، وقد تترتب عليه أضرار نفسية لحده من العلاقات البشرية الإنسانية. إن عملية الادمان واختزال العلاقة مع البشر قد تؤذي الإنسان لأنه يصبح من النافرين للعلاقات الاجتماعية أو تحد من قدرته على إنشاء العلاقات البشرية كما ينبغي. وهناك مسألة مهمة لنا نحن كمسلمين وبشكل عام لدى الرسالات السماوية الأخرى، هي التركيز على تنمية القوى الاخلاقية والقيم في النفس البشرية واعتبار الإنسان كائناً ذا اخلاق اجتماعية يتمتع بسلسلة من العلاقات كالزواج والصلة بالوالدين والاخوان والأصدقاء وبشركاء العمل وشركاء الاعتقاد والرؤية والمصير والشركاء بالمواطنية، فإذا أراد الإنسان أن يختزل كل هذه العلاقات بهذه الآلة والمسألة تدخل في نطاق الحشرية فقط لا غير فيقضي الشاب اثنتي عشرة ساعة مثلاً بشكل متواصل امام الشاشة الصغيرة، ليس كل الشباب عقلانيين في التعاطي مع الكومبيوتر واستعماله من ناحية التطور الثقافي والخدمة والعمل والانتاج. الكومبيوتر اساسي في حياة البشر اذا استعمل في الموقع المناسب وفي الوقت المناسب ومن الشخص المناسب. ويقول مطران الموارنة في كندا يوسف الخوري ان عصر الشباب هو عصر النضوج في التفكير والاحساس والاخلاق والروح. وكانت المعرفة الانسانية متفرعة الى اختصاصات معينة فجاءت هذه الشاشة وفتحت كل شيء وانعدم الاختصاص فأصبح الانسان يقرأ شيئاً جامداً بعيداً عن المعرفة الحسيّة. الشاشة تفقد المعرفة لونها وايكولوجيتها وتبعدها عن الطبيعة الملونة. وكانت للكتاب اهمية كبيرة، نتصفحه، نتنقل من معرفة تدريجية الى معرفة كلية. كان رفيقاً صديقاً، لن نقول اليوم ان الكومبيوتر صديق! الآلة ثابتة نلتصق بها وهذا امر مخيف: خطورة الالتصاق بالمعرفة الواسعة المتعددة الاطراف واللغات والبيئات. وتساءل المطران خوري: بركان المعرفة الذي ينفجر من الشاسة هل هو قادر على تكوين شخصية الشباب؟ ما لا يجب ان نتناساه ان تكوين شخصية الانسان يتم على مراحل، في حين مع الكومبيوتر المعرفة تأتي دفعة واحدة ومبكرة. ان معرفة كل شيء دفعة واحدة ليس بالامر النافع دائماً اذ يؤدي الى خلل في الشخصية ويعرضها لهزات ليست مهيأة لها. لذلك الاهل مطالبون بتخليص اولادهم من العلبة المغلقة التي خلقت الغرفة المغلقة، حيث يدخل المراهقون والاطفال الى غرفهم ويقفلونها للجلوس امام هذه الماكينة لساعات طوال. وهنا روحياً وانسانياً اذا لم تتكون شخصية الانسان متكاملة بتوازنها ومتكافئة بمعرفتها فانها حتماً ستتعرض لهزّات لا تحمد عقباها تهزّ الشعور الانساني البشري والجنسي والاخلاقي. ان الكومبيوتر خلق اقزاماً في المعرفة، وخلق مشكلة عائلية جديدة هي انعدام الحياة العائلية المتبادلة. اين النفحة الانسانية والوداد والعيش المشترك الحقيقي للمرأة والرجل والاولاد؟ ونجهل كيفية مداواته ونأمل ان يعي الشباب ويرى ان اشياء في كيانه الشخصي لم تكتمل من جراء الطاقة التي تعطى بدون جهد. وربما ستحدث ردّات فعل كالعودة الى الكتاب وان يكون للكلمة صوت وللصورة وجه حقيقي نراها. أما الدكتور في علم الاجتماع والاستاذ في جامعة كارلتون في اوتاوا طوني حداد من اصل فلسطيني فيحمّل الاهل المسؤولية لحماية اولادهم من مأزق الوقوع في ادمان الكومبيوتر، مؤكداً ان حالة التعلّق بهذا الجهاز او الافراط لا تلبث في وقت من الاوقات ان يتحول الشاب عنها الى احتياجات اخرى. وهي ككل شيء جديد له جاذبيته الخاصة في اثارة اهتمام المراهقين خاصة لجهة الالعاب وسرعة الاتصال وتبادل الاحاديث عبر الانترنت. فهو يحاكي حاجة الشباب في اختصار الوقت والتنقل واللقاءات من دون عناء، بالاضافة لى المعلومات الكثيرة الجاهزة والموضوعة تحت تصرفهم. ونوّه حداد بأن الجلوس ساعات طولة في غرفة مغلقة امام شاشة الكومبيوتر له تأثير سلبي في نفسية المراهق فهي تدفعه الى التوتر والانقباض والعزلة وعدم اختبار الحياة بما فيها من مداخلات وروائع نتحسسها من خلال علاقتنا البشرية. وأكد حداد ان مسؤولية الاهل تكمن في ضبط هذا الافراط من حيث تحديد الاوقات وخلق اجواء عائلية تثير اهتمام المراهق الى حد ما لئلا يقع الاولاد ضحية الوحدة والمعرفة الواسعة التي يعجز عن استيعابها شباب في الخامسة عشرة مثلاً. فالكمية الهائلة من المواقع والمعلومات المفيدة وغير المفيدة كلها في متناول الايدي. ومن هنا توجيه الاهل واجب ومهم للحفاظ على التوازن النفسي للمراهقين وجعلهم يستفيدون بالقدر الذي يحتاجونه من الكومبيوتر، لأن فوائده اذا ما استُعملت كما يجب فإنها تقدم لهم مساعدة كبيرة.