قد ينفرد متحف "وادي غاردينا" في الشمال الايطالي بأنه المتحف الوحيد المختص بحياة السكان اللادينيين لقرون خلت وحتى منتصف القرن العشرين، ويعرفنا على ثروتهم ورواد فنونهم المتعلقة تحديداً بالنحت والرسم والادب، ذلك ان سكان الوادي المتألف من ثلاث قرى هي اورتيزيه وسيلفا وسانتا كريستينا ما زالوا يتواصلون ويتحاورون بلغة اللادينا LADINA التي هي مزيح من لغة الرومان ولغة سكان ريتي. ومن ناحية اخرى ينفرد المتحف بمحتوياته المميزة عن باقي موجودات المتاحف الايطالية. فهذا المتحف الموجود في قرية اوريتيزيه منذ العام 1960 تحت اسم متحف "بيت اللادين" يعتبره المسؤولون عنه السياج لاتحاد "اللادينيين" وقد خصصت في طابقه الاول مكتبة متخصصة للغة والثقافة اللادينية، وكذلك الاحداث والادوار المسرحية والمجلة الاسبوعية المحلية… وهذه الموجودات تمنح الزائر فرصة التعرف على العالم الثقافي والطبيعي لهذه المنطقة. وقد خصصت صالة محاذية تهتم بعرض أفلام وثائقية تروي الحقبات الجيولوجية التي مرّت بها جبال دولوميت، اعدها للمتحف كل من من البروفسور بروليو وبوزيناتو من جامعة فيرارا المعروفة، وتضم صالة اخرى اسماكاً متحجرة وبقايا اشجار وحيوانات ونباتات للدلالة على بعض الحقبات تلك. وبوسع الزائر الاطلاع على مجموعة معدنية وكريستالية صخرية محلية وعلى احجار وصخور من دول اخرى… وفي صالة اخرى مجموعة ملفتة لمنحوتات خشبية من احجام المتنوعة، نفذت بطريقة فنية رفيعة ودقيقة تعكس باشكالها ومواضيعها الحياة القروية والازياء والادوات الزراعية والمعتقدات. وتغطي هذه المجموعة فترة اربعة قرون وفيها روائع لرواد هذا الفن امثال تربينغر 1580 - 1689 وفينازر 1622 - 1817 وغيرهما. اما مجموعة المنحوتات الصغيرة الدقيقة الصنع فتعود للقرن الثامن عشر، حققها آلبين بيتشيدر 1872 - 1962 وقد اهديت للمتحف من قبل بناته. وتلاحقك المنحوتات الخشبية لغاية الطابق الثاني الذي افرد لرواد الفن التشكيلي والادبي اجمالاً فتجد مناخ الطفولة التي تعكسها الألعاب الخشبية القديمة وقد تم جمعها قبل الحرب العالمية الثانية بواسطة جوهان فاستليه، وتعكس بمجموعها المنتوجات في مضمار الألعاب، وقد نفّذت ما بين 1750 و1940. في الطابق الثاني معرض للوحات ابرز تشكيليي الوادي، اي جوزيف مورودر لوزنبرغ 1846-1936 وغيره من الفنانين المحليين. ولعل اهم لوحات لوزنبرغ ذلك البورتريه الذي حمل اسم الزوجة ماريا زوجته، اما على المستوى الادبي فلم يضم المتحف سوى اسم وحيد هو لويس ترنكر الذي كان كاتباً ومؤلفاً وممثلاً ومخرجاً، سينمائياً وشملت قاعته منحوتة له، اضافة الى مؤلفاته واشيائه الخاصة مثل الكمان والكاميرا وجواز سفره ونظارته والجوائز السينمائية والميداليات…