تزخر مدينة صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا بالعديد من المتاحف المتخصصة في عدة فروع واتجاهات، وهو ما يميزها عن أي مدينة أوروبية أخرى. ويعد «متحف تاريخ صوفيا» أحد العلامات الحضارية المميزة في العاصمة، وملتقى السواح من كل مكان، لاحتوائه على معروضات وتحف ومقتنيات نادرة تحفظ تاريخ مدينة صوفيا منذ مئات السنين. تاريخ المتحف تأسس متحف المدينة في عام 1923م ويعمل المتحف كمكتبة وأرشيف في آنٍ واحد. وكان افتتاح المعرض في المبنى الكائن عند (ساحة بانسكي) الثالثة في عام 1941م. وقد تعرض المبنى للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1952م تم فصل المتحف عن المكتبة، والأرشيف، ومعرض المدينة للفنون. وبالرغم من أن المتحف لم يحتوي على صالة عرض، إلا أنه استضاف العديد من النشاطات ليحفظ وينشر مجموعته. وخلال السنوات الماضية على إنشائه توسع المتحف ليحتوي على 120.000 قطعة. وفي عام 1998م توحدت جهود مؤسسة (صوفيا القديمة) وهي مؤسسة تابعة لبلدية العاصمة مع متحف صوفيا التاريخي لبناء المتحف من جديد على أساسات المتحف القديم. وقد احتوت النشاطات على: الأبحاث، جمع القطع، حمايتها، وحفظ الميراث الثقافي من أعمال متنقلة أو ثابتة في مؤسسة البلدية. وفي يونيو 2012م اندمجت مؤسسة صوفيا القديمة ومتحف صوفيا التاريخي وتحولا ليصبحا متحف تاريخ صوفيا. مبنى المتحف في عام 1906م بدأ العمل على إنشاء مبنى (حمامات صوفيا المعدنية) في وسط المدينة. وقد كان التصميم النظري وضع بواسطة المهندسين المعماريين الأسترالي (فريدريك قراناقر) والبلغاري (بيتكو مومشيلوف). بينما كان التصميم العملي بواسطة الأخير. تم افتتاح المبنى في الأول من مايو 1931م. التصميم الخارجي للمبنى كان خليطاً ما بين أسلوب التصميم البلغاري في أوائل القرن العشرين وبعض الشيء من أسلوب القرون الوسطى. كان ديكور واجهة المبنى من الخزف الرائع. على جانبي الباب صور خزفية لأبولو ميديكيوس (أسطورة الصحة)، وتايشي (حامية البلاد). تم إغلاق (حمامات صوفيا المعدنية) من أجل الإصلاحات في عام 1986م. وفي عام 1998م تم الإقرار بإعادة بناء جزء من المبنى وتحويله إلى (متحف صوفيا). وقد تم طرح مشروع البناء، وتحويل المبنى إلى متحف، على مستوى البلاد. وشارك في السباق عليها كافة الشركات في صوفيا حتى رست على مجموعة مهندسين بقيادة ستانيسلاف كونستانتينوف. وقد تم الانتهاء من المشروع كليا في العام 2014م. المتحف من الداخل يتشكل المعرض الدائم في المبنى الجديد بداخل (متحف تاريخ صوفيا) على 8 صالات بمساحة 2300 متر مربع. ويغطي الفترة التاريخية من (العصر الحجري الحديث) حتى أواسط القرن العشرين الميلادية. وتتضمن هذه الفترات التاريخية سبعة مواضيع يغطيها المتحف: - التحف: وتضم في هذه الصالة معروضات وتحف ومصنوعات يدوية تغطي الفترة القديمة من تاريخ مدينة صوفيا. - طاقة الروح: وتبرز في هذه الصالة محتويات تظهر الثقافة المسيحية وتأثيرها على حياة المدينة وسكانها، وخاصة في المعروضات البردية القديمة بالإضافة إلى اللوحات ذات البعد الديني. - الروابط مع السلالات الأوروبية: وتعرض في هذه الصالات كل ما يتعلق بروابط المدينة مع المدن الأخرى وبخاصة المدن الغربية من أوروبا. وتسجل في هذه الصالة تاريخ هذه الروابط عبر مقتنيات نادرة مثل عربة الخيول الملكية. - قصر الدراسة: وتمثل المعروضات في هذه الصالة الأثاث والأدوات التي تستخدم في الأعمال المكتبية داخل المنزل أو ما يعود ملكيتها إلى حكام الفترة بين القرن التاسع عشر والعشرين الميلادية. - شارع صوفيا: وتغطي هذه الصالة الفترة التاريخية الممتدة بين العام 1878م والعام 1912م. حيث تعرض لوحات وملابس وسيارات عن حياة سكان المدينة في تلك الفترة. - مؤسسات الدولة والبلدية: وتعرض هذه الصالات عددا من المقتنيات الثمينة التي تبرز رموز مؤسسات الدولة ورجالاتها بعد استقلالها في العام 1878م. كما يضم أيضا قطعا من الأثاث الذي له بعد تاريخي ومعنوي. - بيت صوفيا والحياكة: وتظهر في هذه الصالة قطع نادرة من المنسوجات والأثاث والمصنوعات اليدوية التي صنعت من قبل سكان المدينة خلال الفترة الواقعة بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلادية. - حياة الثقافة والترفيه: وتضم هذه الصالة تاريخ الثقافة المميزة للمدينة مثل: السينما والأوبرا البلغارية والموسيقى والفنون التشكيلية. وقد ركزت هذه المواضيع السبعة على أهم الأحداث التاريخية المهمة في المدينة:» كاختيارها العاصمة في عام 1879م، والعقود التي مضت، وصولاً للحروب في الفترة الممتدة مابين 1912- 1918م، وأهم الأوقات التي صنعت فارقاً وتغييراً كبيراً في تخطيط مدينة صوفيا، من التعداد السكاني، والاقتصاد، والثقافة». صالات وورش عمل يحتوي المتحف على صالات للمعارض المؤقتة، والصالات الإبداعية، والتي قد تجذب اهتمام أي شخص كان، ليطلع على مهارات وفنون جديدة، كورش العمل التي تقام، وطريقة صنع الهدايا الخزفية بداخل المتحف. كما أن هنالك منطقة ترفيهية، تحتوي على مقهى مصمم بطابع قديم ومكتبة. بالإضافة إلى أن مركز المعلومات يزخر بالمعلومات المهمة كالأحداث الثقافية، والمعالم السياحية، ومعلومات مفصلة عن الموجودات بالمتحف.