يرعى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد مساء اليوم السبت أكبر تظاهرة علمية تشهدها الجامعات في السعودية، نظمتها جامعة الملك سعود في الرياض بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. وتتناول فعالياتها التي تستمر حتى 27 الجاري، بالتفصيل أهم مظاهر التطور الحضاري في المملكة خلال مئة عام على مختلف الأصعدة، وتشمل إقامة سلسلة من المحاضرات في إطار الندوة الجامعية الكبرى، ومعرضاً دولياً للكتاب ونشاطات أسبوع الجامعة والمجتمع ويوم المهنة. وتأتي أهمية الندوة الجامعية الكبرى من حيث أن مكان انعقادها سيكون في مقر الجامعة ما يمكن طلبتها من حضور جلساتها ال38 التي يشارك فيها 200 عالم ب110 بحوث في مقر الجامعة في الرياض و63 في فرعها في منطقة القصيم، وتدور حول ستة محاور: الأدبي، التربوي، الهندسي، الزراعي، الصحي والإداري. أي أنها الفرصة التي كانت تنتظرها الأجيال الشابة في السعودية وهي تقف على بوابة الألفية الثالثة لتنظر إلى مستقبلها عبر النظر إلى ما أنجز خلال المئة سنة الماضية. وقد لمس المنظمون في الجامعة هذه الرغبة فعالجوها بأن تتناول كل جلسة من جلسات المحاضرات الجانب أو النشاط من خلال بعدي الماضي والمستقبل. المحور الأدبي يبدأ غدا حيث تعقد ثلاث جلسات، في الأولى يحاضر الدكتور محمد لطفي الصباغ عن جهود الجامعات السعودية في الدراسات الإسلامية والدكتور أحمد الضبيب عضو مجلس الشورى المدير السابق للجامعة عن جهودها في جمع التراث وتحقيقه ثم الدكتور ناصر بن سعد الرشيد عن مستقبل الدراسات التراثية في الجامعات السعودية. وفي الجلسة الثانية التي خصصت للتطور الثقافي في السعودية يتتبع الدكتور عبدالله الغذامي "الأسئلة الثقافية المهمة التي طرحها الأدباء في المملكة في مطلع مشروع التأسيس والتوحيد، بغية التعرف على الذهنية التأسيسية لمشروعات الثقافة والفكر وتصاحبها مع مشروع التوحيد والتأسيس الاجتماعي والوظيفي، وفي مسعاها لابتكار وسيلة تجمع بين مفهومات الأصل والحفيد ومفهومات السلف والخلف"، يبحث بعده الدكتور معجب الزهراني في إطار إشكالية "القلق من المستقبل" عن أهم العناصر المكونة للمجال الثقافي وأبرز مظاهر تفاعلها في ما بينها ومع ما هو خارجها خلال قرن من الزمان، وفي أي اتجاه ستتطور هذه الثقافة في ما لو سارت الأمور على ما كانت عليه بالأمس أو على ما هي عليه اليوم وإلى أي مدى يمكن التدخل في سيرورات التحول الثقافي من خلال خطط وبرامج تحقق الهدف لتعميق "التوتر الخلاق الذي يتولد عن الوعي بالتاريخ" ويقف وراء كل إنجاز إبداعي أو علمي أو فكري.