لاحتواء المشاكل المادية والاسهام في تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية بحثاً عن الذات عن موقع في المجتمع، قام خمسة شبان بتأسيس شركة متخصصة في تنظيم المعارض لفائدة عارضين مغاربة وأجانب. هذه المبادرة الطموحة كانت مجرد فكرة نمت مع نمو الاصرار وحب المغامرة لدى هؤلاء الشباب الذين حصلوا على شهادات عليا، الا انهم التحقوا بركب العاطلين عن العمل من اقرانهم، فلم يستسلموا طويلاً لهذا الوضع الصعب. فقاموا وبحثوا هنا وهناك عن موارد مالية لتأسيس الشركة، فلم تمكنهم المصارف من القروض الضرورية لإقامة مشروعهم لأنهم في بداية الطريق وليست لديهم ضمانات كافية لنجاح المشروع، فلم يجدوا الا افراد عائلاتهم الذين اقرضوهم المبلغ المطلوب. انطلق المشروع فنظموا المعرض الدولي الأول سنة 1998. ولم تكن الايرادات جيدة فأعادوا الكرة على رغم تكبدهم الخسارة وكانت كبيرة. يقول سعيد زيدان رئيس هذه الشركة الفتية: "استجمعنا انفاسنا بعد المعرض الدولي الأول، وجبنا مدناً مغربية عدة، وطرقنا جميع الأبواب بحثاً عن عارضين وممولين وتوجهنا الى كل السفارات الموجودة في الرباط حتى نتمكن من اقامة معرض دولي ثان، وكنا متخوفين من عدم استجابة العارضين، خصوصاً ان التجربة الأولى كانت قاسية، الا اننا استطعنا ان نكسب ثقتهم فجهزنا العقود". وأشار سعيد الى ان هذه الشركة بإمكانها تشغيل عشرين شاباً في كل معرض ولو بشكل موقت، الا ان هؤلاء يجدون فرصاً جيدة، خصوصاً ان المعارض تشرك مقاولين شباناً وكباراً في السن ومنعشين اقتصاديين خارج المغرب وداخله، مؤكداً ان المبادرة تسعى الى تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية في كل مدينة مغربية وتحفيز الشباب على البحث عن طرق عمل تتلاءم مع روح العصر والمبادرة الحرة. وقال ان تنظيم معرض على مستوى دولي يشجع المواطنين على التبضع والاطلاع على جديد السوق من طريق توفير منتوجات متنوعة من صنع محلي وأخرى من صنع دول اجنبية بأثمان مشجعة في غالب الاحيان. بالاضافة الى معلوميات عام 2000. ولم يتوقف طموح هؤلاء الشبان عند هذا الحد، بل هم الآن في صدد اعداد مشروع اقامة معرض كبير في تركيا بالتعاون مع مجموعة من المنعشين الاقتصاديين الأتراك والاجانب، وآخر في المانيا، وثالث في كندا بالتعاون مع مستثمرين مغاربة مقيمين في كندا، ومعرض رابع في ايطاليا. وذلك للترويج ليس فقط للانتاج المغربي بل حتى العربي والاجنبي، كما سيقيمون معارض خاصة بقطاع الاستثمارات والتعريف بالمجالات التي يمكن الاستثمار فيها داخل المغرب، والامكانيات التي توفرها السلطات المغربية لاقامة مشاريع بالمملكة بمختلف مناطقها. ومن الدول المشاركة في معرض الرباط، سورية ومصر والعراق ولبنان والأردن والبحرين وإيران وتونس وإسبانيا والصين بالاضافة الى عارضين مغاربة مقيمين في الخارج وشركات محلية مغربية. وقدمت الدول المشاركة من خلال ستة وثلاثين رواقاً منتوجات متنوعة كالأواني والأثاث والملابس الجاهزة والعطور والحلي والأزياء التقليدية والافرشة والأثواب. كما يشمل المعرض رواقاً خاصاً بالفنون التشكيلية لفنانين شبان لم يسعفهم الحظ للعرض في القاعات الخاصة بالفنون التشكيلية، فقدموا باقة من اللوحات تتناول مواضيع من الواقع المغربي وأخرى بالخط العربي. وحضرت الصناعة التقليدية سواء المغربية او العربية او الاجنبية بشكل كبير في "معرض الألفية الثالثة الدولي".